صدى الشعب – محمد قطيشات
شهدت منطقة الشرق الأوسط في الخامس من حزيران عام 1967 حربًا بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن
استمرت ستة أيام بين الخامس من حزيران وحتى العاشر منه، وتركت تلك الحرب والتي تعرف بالحرب العربية الإسرائيلية الثالثة أو النكسة أو “حرب الأيام الستة”، بصماتها على المنطقة، حيث أسفرت عن احتلال إسرائيل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والقدس ومرتفعات الجولان، وتسببت كذلك بتهجير قسري لقرابة 400 ألف فلسطيني، ونزوح نحو 100 ألف من هضبة الجولان إلى داخل الأراضي السورية، والاستيلاء على 69347 كيلو مترا مربعًا، من الأراضي العربية المحتلة، ووقعت مدينة القدس كاملة بشقيها الشرقي والغربي تحت الاحتلال الإسرائيلي، ليبدأ نهج الاحتلال الاستيطاني التهويدي وكذلك والقتل والاعتقال ومصادرة الأراضي والممتلكات، واقتحامات المقدسات الإسلامية.
ولا شك بأن حرب الأيام الستة، كانت بمثابة بداية لمرحلة جديدة في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وبعد أشهر من الحرب، وتحديدًا في تشرين الثاني، تبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في جلسته رقم1382، بإجماع الأصوات القرار رقم 242 الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في الحرب مقابل سلام دائم مع العالم العربي، والذي ما زال يشكل المادة الأساسية لجميع مبادرات السلام المعنية بالقضية الفلسطينية كالمبادرة العربية، ولكن إسرائيل تضرب به وبغيره من قرارات الشرعية الدولية عرض الحائط.
ولكن الرد الأردني بقيادته الهاشمية كان حاسمًا ومزلزلاً حينما سطر نشامى القوات المسلحة – الجيش العربي في معركة الكرامة عام 1968 أروع البطولات والتضحيات ولقنوا فيها الجيش الإسرائيلي دروسًا لا تنسى وكسروا جبروتهم ومرغوا أنوفهم بالتراب عندما راودتهم مخططاتهم وأطماعهم النيل من الأردن، والحقوا بالعدو أفدح الخسائر وأرجعوا للأمة الكرامة والأمل بعد نكسة حزيران واستطاع الجندي الأردني انتزاع النصر من العدو الإسرائيلي وجعله يعترف بالهزيمة والخسارة ويجر خلفه أذيال الخيبة والفشل.
ويَعُدّ الأردنُّ القضيةَ الفلسطينية قضيتَه المركزية الأولى، وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية، ويرى فيها قضيةً محورية وأساسية لأمن المنطقة يمثّل حلُّها مفتاحَ السلام والاستقرار في العالم، حيث كانت مواقف المملكة بقيادة جلالة الملك، ثابتةٌ وراسخة وواضحة بضرورة حلّ الصراع العربي الإسرائيلي من خلال تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلُّعاته، وأبرزها حقّه في التحرُّر من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلّة القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
ويؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني دوماً أنّ المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار إلّا بحلّ القضية الفلسطينية، وبما يحقق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية، ضمن إطار تسوية عادلة ودائمة. فمن دون هذا الحل ومن دون إنهاء الاحتلال، لا سلام ولا أمن في المنطقة.
ولتحقيق هذا الهدف، تواصل المملكة بذل الجهود من أجل إطلاق مفاوضات جادّة، تفضي إلى نتائج ملموسة، تُحقّق حلَّ الدولتين وإقامةَ الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق الشرعية الدولية، إضافة إلى حلّ مشكلة اللاجئين من خلال العودة والتعويض استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتشكل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة الدرع الواقي لحماية هذه المقدسات، سيما المسجد الأقصى المبارك من أطماع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين.