الصحة: 27 مصابًا بالحصبة وتتبع ٥٠٠ مخالط وتطعيم ٢٠٠ من المخالطين للحالات
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن مقابلة، زيادة أعداد المصابين بفيروس الحصبة خلال الشهرين الماضيين، نيسان وأيار الحالي، وذلك بعد تسجيل أول حالة بالمرض منتصف نيسان الماضي، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة قامت بتشكيل فرق استجابة سريعة من إدارة الأوبئة، ومديريات الصحة، وبالتنسيق مع المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية للكشف عن الحالات وعزلها ومتابعة المخالطين وتطعيمهم حسب الأصول بأسرع وقت ممكن خلال ٧٢ ساعة من التعرض وأخذ عينات من أي مخالط في حال ظهور الأعراض
وقال الدكتور المقابلة لــ“صدى الشعب” أن أعداد الإصابات بالمرض وصل إلى “27 حالة موزعة، على ٧ حالات في عمان، و١٩ حالة في إربد، وحالة واحدة في عجلون، منوهًا أن جميع الإصابات بين كافة الفئات العمرية ومعظمها كان بين الأطفال الرضع أقل من سنة والفئة العمرية أكثر من ١٢ سنه.
وأشار إلى أنه تم تتبع أكثر من ٥٠٠ مخالط وتطعيم أكثر من ٢٠٠ مخالط للحالات وما زالت جميع المناطق التي كشفت بها الحالات تحت الرصد للكشف المبكر عن الحالات ومتابعة المخالطين، مضيفًا أنه تم التعميم على جميع المدارس للتأكد من اكتمال “كروت” المطاعيم للطلاب المسجلين لديهم ومتابعة المطاعيم، إضافة إلى التعميم على جميع المنشآت الصحية لوضع غرف تصنيف (Traige) لاستقبال الحالات المشتبهة واخذ عينات لفحصها والتأكد من نتيجتها بمعزل عن باقي المرضى في المنشآت الصحية للحيلولة من انتشار المرض بين المرضى المراجعين للمنشأة الصحية.
وحول آلية التعامل مع الإصابات، قال الدكتور المقابلة أنه يتم عزل الإصابات لمدة ٤ أيام بعد ظهور الطفح وتقديم العلاجات الداعمة حسب الأعراض، مستدرًا أنه لا يوجد علاج مخصص لمرض الحصبة ولكن يتم أعطاء المصابين فيتامين A 200 ألف وحدة دولية لعمر سنة فما فوق و100 ألف وحدة دولية من عمر 6 أشهر إلى سنة و50 ألف وحدة دولية لمن هم دون 6 شهور، إضافة إلى علاج مضاعفات مرض الحصبة والعدوى الثانوية بسبب الحصبة عن طريق المضادات الحيوية المناسبة.
وبين، بأنه يتم عزل الإصابات المدخلة في غرف العزل مع أخذ جميع معايير ضبط العدوى، وتحديد كادر صحي مخصص للتعامل مع الإصابات المدخلة إلى المستشفى مع التأكد عن الوضع التطعيمي للكادر الصحي.
وأوضح، أن فترة العدوى للحصبة تمتد إلى 4 أيام قبل ظهور الطفح و4 أيام بعد ظهوره، مشيرًا إلى أنه قد ينتج عن الحصبة عدوى جرثومية ثانوية بسبب تكاثر فيروس الحصبة وضعف المناعة على سبيل المثال (التهاب الأذن الوسطى، والتهاب الرئة، والقصبات الهوائية)، إضافة إلى سوء التغذية وخصوصًا نقص فيتامين A.
وبين المقابلة، أن زيادة أعداد الإصابات يعود لأسباب أهمها، انخفاض نسب تغطية التطعيم أثناء جائحة كورونا أو عدم اكتمال أو تلقي المطاعيم للأشخاص الذين تعرضوا للإصابة.
وأضاف، أن الآثار السلبية لجائحة كوفيد وما رافقها من اغلاقات وإشاعات حول المطاعيم، أثر سلبياً على نسب التغطية لبرامج التطعيم الوطنية الروتينية في معظم دول العالم والدول المجاورة ونظرا لانخفاض نسب تغطية المطاعيم مما أدى إلى تسجيل الإصابات بالحصبة في دول عديدة حول العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الفرنسية وايطاليا وألمانيا وفي بعض الدول المجاورة ودول شرق آسيا والدول الأفريقية لعام ٢٠٢٢.
وأوضح، أنه تم إدخال مطعوم الحصبة إلى الأردن في عام 1982، بحيث يعطى للأطفال في الشهر التاسع من العمر على البرنامج الوطني للتطعيم، منوهًا إلى أن مطعوم الحصبة يعطى على الشهر التاسع وعلى عمر سنة، ثم على عمر ١٨ شهر، وحيث تصل نسبة الحماية من الحصبة بعد الجرعة الثانية إلى 95 بالمئة و٩٩٪ بعد الجرعة الثالثة.
وبحسب المقابلة، فإن الحصبة مرض فيروسي حاد شديد العدوى والعامل المسبب له RNA ويبدأ المرض بحمى والتهاب ملتحمة العين وزكام وبقع على باطن الخد ومن اليوم الثالث إلى اليوم السابع يظهر طفح جلدي احمر بقعي يبدأ على الوجه ومن ثم ينتشر إلى باقي الجسم ويستمر من أربع إلى سبعة أيام.
وأضاف، يكون مرض الحصبة أكثر شدة بين الأطفال الرضع اقل من عمر سنة وعند الأطفال البالغين ١٢ سنة فما فوق، لافتاً إلى أنه ينتقل مرض الحصبة عن طريق القطيرات وهي إفرازات بلعومية أنفية أصغر حجمًا من الرذاذ، حيث يكون حجمها صغير جدًا (اقل من ٥ ميكرون) وهذا يفسّر سبب العدوى الشديدة للمرض.