خبراء: تطوير امتحان الثانوية العامة ضرورة ملحة مع الحفاظ على هيبته
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
ما تزال قضية تطوير التوجيهي تشغل الشارع الأردني بشكل عام والتعليمي بشكل خاص خلال السنوات السابقة، حيث طرح خلال السنوات السابقة العديد من المقترحات حول التطوير وآلياته إلا انها بقيت حبراً على ورق دون التحرك في تنفيذ تلك الخطط.
وأصبح التوجيهي ظاهرة تشكل ضغوطًاً على الأردنيين وذلك لعدة أسباب، وأهمها التغيرات غير الثابتة في سياسيات الامتحان والتي أربكت الأهالي والطالب، ناهيك عن التكاليف المالية التي يتحملوها في ظل الضائقة الاقتصادية التي يعانون منها وفقا لخبراء.
ويرى العديد من الخبراء، أن الحاجة لتطوير امتحان التوجيهي أصبحت ضرورة ملحة مع الحفاظ على هيبته في المنطقة، فيما يتجه اخرين إلى الأهمية التي تكمن في المراحل التي تسبق الثانوية العامة باعتبارها حجر الأساس وإعطائها القدر الأكبر من الأهمية والذي تجعل الطالب منخرط داخل الجو المدرسي، وجاهز بدل من الابتعاد عن الجو المدرسي والاتجاه للمراكز مما يحمله تكاليف مالية عالية وزائدة.
جلالة الملك وخلال اجتماع مع وزير التربية والتعليم عزمي محافظة، اطلع على خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، والتعليم المهني، وتحسين البيئة المدرسية، وتدريب المعلمين.
وأكد جلالة الملك خلال الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي في قصر الحسينية على أهمية أن يكون تطوير التوجيهي جذريا كجزء مهم من النهوض بالعملية التعليمية، والتخفيف من الضغوطات التي تترتب في أحيان كثيرة على الطلبة.
من جانبه، كشف وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي محافظة، الخميس، عن امتحان محوسب بدلا عن التوجيهي وسيختار الطالب موعد تقديمه في الوقت المناسب له.
وقال محافظة في تصريحات تلفزيونية الخميس، إن الطالب بعد أن ينجح مدرسيا في مواد الصف الحادي عشر يحق له التقدم لمواد الثقافة المشتركة وهي 4، وهذا الجزء الأول حيث يتقدم لامتحان اللغة العربية والإنجليزية والثقافة الإسلامية والتاريخ، وهذا الامتحان يستطيع التقدم به بمواعيد مختلفة وربما لأكثر من مرة.
وأضاف المحافظة: بمجرد نجاح الطالب في الصف الحادي عشر يصبح متاحاً له الامتحان المحوسب وذلك بعد تأسيس بنك أسئلة، ويكون هناك مواعيد معلنة لامتحان كل المواد، ولا يتقدم جميع الطلبة للامتحان في فترة واحدة.
بدورها صدى الشعب فتحت ملف تطوير التوجيهي قبل أسبوعين في تقرير صحفي مع وزيري التربية السابقين الدكتور إبراهيم بدران والدكتور وليد المعاني، حيث كان لهما وجهة نظر في تطوير التوجيهي.
ويرى وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران ضرورة الاهتمام بتطوير المراحل السابقة لمرحلة الثانوية العامة “التوجيهي” حيث يكون الطالب أمضى نحو 11 عامًا بالمدرسة، مستدركًا أنها الفترة المناسبة لمرحلة التطوير .
وبحسب الدكتور بدران، فإن امتحان الثانوية العامة لا يمثل إصلاحًا في صلب التعليم ولكنه يشكل بوابة بالنسبة للكثيرين للولوج إلى التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن تقسيم المواد إلى سنتين لن يضيف شيئًا إلى التعليم لان المطلوب الخروج من النمط التقليدي للتعليم المدرسي والانتقال إلى قيام الطالب بالتفكير والاستيعاب.
وشدد بدران على ضرورة أن تنصب الجهود لجهة تطوير التعليم إلى الصفوف الأولى من التعليم المدرسي لتحسين أداء الطالب وتأهيل المعلم حتى يكون هناك تغير نوعي وتحسين جودة التعليم مشيرًا أن تقسيم المواد بحيث تكون كل سنة ثلاث مواد، فالطالب يجب أن يكون عند وصوله إلى الصف الحادي عشر متمكنًا من المواد التي درسها سابقًا وبالتالي يصل إلى المرحلة الثانوية “التوجيهي” لإضافة جزء آخر وإعادة التركيز ببعض المواد.
وأشار إلى أن إصلاح وتطوير امتحان الثانوية يجب إن لا يكون بتقسيم المواد إلى سنتين وإنما بإعطاء السنة الحادية عشرة والعاشرة جزءًا من العلامة النهائية التي بموجبها يدخل الطالب إلى الجامعة، ويرى أن المشكلة تتمحور بأن الامتحان خلال أسبوع يقرر مصير الطالب.
وبين بدران، أن تطوير امتحان الثانوي “التوجيهي” يبدأ بإعطاء عشرين علامة للطالب في الصف العاشر وعشرين علامة بالأول ثانوي وتكون العلامة بالمرحلة الثانوية 60 بالمئة، لافتًا بأنه يصبح نالك اهتمام كبير بهذه الصفوف وتصبح المدرسة والمعلم موضع الاهتمام بدلاً من الاعتماد على المراكز الثقافية .
وأوضح، بأنه يجب أن ينظر لتطوير الامتحان بأنه إصلاح محتوى التعليم والتعامل مع التعليم وأن لا يكون الطالب متوترًا بل أن يكون جادًا على العمل وكذلك بأن يكون المعلم المحور الأساسي في هذه العملية.
من جهته، قال وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني، إن مشروع تطوير مرحلة الثانوية العامة التوجيهي على مدار سنتين تم طرحه سابقًا منذ عام 2009، مشيرًا إلى أن مشروع تطوير امتحان الثانوية درس مرات وبعهد أكثر من وزارة من وزارت التربية والتعليم وكذلك ومؤتمرات، وكان هناك لجنة وطنية للتوجيهي وتم تغير نظامه على هذا الأساس.
وأشار إلى أن النظام سيكون على مدار سنتين والمواد مقسمة فيها على مدار السنتين ولا يأخذها الطالب خلال مدة الامتحان فقط، لافتًا أن الطالب يأخذ مواد بأحد الصفوف، الصف الحادي عشر وينتهي منها ويبقى عليه بعض المواد يأخذها بالصف الذي يليه.
وأضاف، أن الوقت لكل مادة يكون أطول وأفضل لا يتمحور كله خلال أسبوعين ما يترتب عليه الخشية من الامتحان ، وحيث يبقى شكل الامتحان كما هو ولكن يتم تطويره وتقويته .
وأوضح، أن التحديث الذي سيتم على التوجيهي سيكون مريحًا للأهالي وكذلك للطلاب، لافتًا إلى أن الامتحان سيكون مثل ما هو متبع في الدول الأجنبية التي يمكن أن ينعقد فيها مرتين بالسنة، بحيث يتقدم الطالب عند الانتهاء من المادة للامتحان فيها دون الضرورة الانتظار لنهاية السنة .
ويرى المعاني، أن التطوير المتوقع على التوجيهي جيد ولو أنه متأخر ولكنه أفضل من أنه لا يحدث، مشيرًا أن التحديث والتطوير يقتضي تدريب المعلمين وتأهيلهم لتدريس المواد للطلاب بطريقة صحيحة وأفضل لأنها قد تكون مقسمة أو يتم تعديلها أو الاختصار لتتناسب مع أساليب التدريس.
وأكد المعاني في حديثه لـ”صدى الشعب”، أن الناتج النهائي للتحديث والتطوير يكون أفضل بكثير مع الحفاظ على التوجيهي الأردني وهيبته في المنطقة.
من جانبه، وصف مدير مديرية الامتحانات في وزارة التربية محمد كنانة، إن الخطوط العامة لتطوير مرحلة الثانوية “التوجيهي” بأنها التفريع الأكاديمي والمهني الذي يبدأ من نهاية الصف التاسع وبداية العاشر، مشيرًا أنه سيتم اعتماد نظام بي تك للثانوية، والذي هو عبارة عن 480 ساعة للصف العاشر و360 ساعة للحادي عشر و360 ساعة للثاني عشر.
وبين، بأن امتحان الثانوية العامة سيكون على مدار سنتين، والسنة الأولى، هي الصف الأول ثانوي يتقدم الطالب فيها بالمباحث المشتركة والسنة الثانية في الصف الثاني ثانوي ويتقدم فيها المباحث التخصصية.
وختم بالقول، بأن ما تم الإعلان عنه، هي الصورة العامة للخطة، لافتًا إلى أن هناك لجانًا تعمل على باقي تفاصيل الخطة وعند الانتهاء منها سيتم إعلانها بشكل أشمل.