صدى الشعب – محمد قطيشات
تأتي حوادث السير في مقدمة أسباب الوفيات في المملكة بعد الأسباب المرضية، رغم الجهود المستمرة التي تبذلها مديرية الأمن العام من حملات للتوعية وتطبيق القانون للحد من الحوادث المرورية والتي راح ضحيتها الأطفال والشيوخ والنساء، ناهيك عما تسببه من إعاقة للكثيرين وما تخلفه من أثر نفسي عليهم وعلـى ذويهم وكذلك الخسائر المادية.
وتعمل معظم الدول جاهدة وبمقدمتها المملكة على اعتماد الكثير من الوسائل للحد من تفاقم هذه الظاهرة، ومن بينها نشر الثقافة المرورية بين أبناء المجتمع، فيما يتعلق بالمرور من مركبة وطرق ولإشارات وأنظمة وقوانين ما ينعكس إيجاباً للحد من تفاقم هذه الظاهرة وتقليل نسبة الحوادث المرورية.
إن إحصائيات الحوادث المرورية ونتائجها المأساوية والتي نتابعها ميدانياً كمواطنين، أو من خلال وسائل الإعلام المختلفة تعطينا دلالة واضحة على الحاجة الماسة لاتخاذ التدابير، التي يرى البعض بأن أولها تعديل التشريعات ذات العلاقة، ومنها تشديد وتغليظ العقوبات بحق المخالفين والتوسع بإطلاق الحملات التوعية للتقليل من حوادث السير ونتائجها المدمرة على المواطنين وحياتهم وممتلكاتهم .
وكانت شهدت العقبة أمس حادث تصادم وقع ما بين مركبتين على الطريق الجنوبي، نتج عنه وفاة أربعة أشخاص وإصابة أثنين آخرين بكسور وجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم، وتوفيت معلمة جراء حادث سير وقع على طريق الحرارة السعيدية في البادية الشمالية الشرقية في محافظة المفرق وكذلك وقع حادث بالقرب من دوار جامعة العلوم والتكنولوجيا أدى لوفاة ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة.
وعلى صعيد متصل وخلال أيام توفي 5 أشخاص وأصيب 13 آخرون إثر تدهور شاحنة في منطقة نزول العدسية، وكانت الشاحنة التي تسببت بالحادث محمّلة بمادة الحديد مما أدى إلى سقوط الحمل على عدد من المركبات واشتعال النيران بثلاث مركبات في منطقة نزول العدسية، وفي ذات اليوم توفي أربعة أشخاص وأصيب آخر، نتيجة تدهور مركبة وسقوطها في وادي كفرنجة بمحافظة عجلون.
بدورها، أعلنت إدارة الدوريات الخارجية عن ضبطها سائق مركبة شحن على طريق شويعر يدخن “الأرجيلة” أثناء المسير مع عدم مراعاة أي من شروط السلامة المرورية العامة؛ مما قد يشكل خطرًا على مستخدمي الطريق.
وقالت الإدارة عبر صفحتها الموثقة على فيسبوك، إن نشرها مثل هذه المظاهر يأتي من باب التوعية المرورية للابتعاد عن السلوكيات الخاطئة وتشتيت الانتباه أثناء القيادة التي قد تتسبب في وقوع حوادث،
كما قالت إدارة الدوريات الخارجية، إن الطرق الخارجية تشهد عدداً من الحوادث المرورية؛ بسبب سلوكيات خاطئة ينتهجها البعض من المستهترين؛ كعدم تثبيت حمولة مركبات الشحن وغيرها من السلوكيات التي تعكر صفو العملية المرورية والتي خلفت آثاراً بشرية ومادية موجعة بالرغم من كل التحذيرات التي تطلقها مديرية الأمن العام بهذا الخصوص وكل الجهود المضنية التي تبذلها طواقم الميدانية للحد من الحوادث.
خلاصة القول: أعداد ضحايا حوادث السير اليومية وما تخلفه وراءها من أعداد كبيرة من الإصابات وكذلك تكلفتها الاقتصادية الباهظة، كلها سيناريوهات تواجهنا ومثيرة للقلق ولا بد معها من دق ناقوس الخطر، خاصة إذا ما علمنا بأن الأردن يتصدر من حيث عدد ضحايا حوادث السير.. وتبقى أعداد حوادث السير ونتائجها مرعبة، ولكن تشخيص الواقع أساس لتكاملية الحلول ونجاعتها .