صدى الشعب – محمد قطيشات
كل ما له صلة بالحياة في الضفة وغزة، أصبح مستباحًا ومستهدفًا، فقوات الاحتلال تعيث فسادًا وإفسادًا وتحاول تحقيق أهدافها الدنيئة، وبسط سطوتها وتطال بجرائمها كل شيء وفي كل مكان، فلم يعد الحصار والتجويع يشبع نهم العدو ويرضي غريزته الإجرامية..فراح يلقي قذائفه في كل مكان وكيفما يشاء..عدوان سافر وقتل وتشريد وسفك للدماء والتطهير العرقي للأرض من سكانها.
لا يختلف اثنان على أن ما يجري على أرض فلسطين، جريمة ضد الإنسانية وبكل ما تحمله الكلمة من معنى”.. ولكن من يستطيع أن يوقف جنون العدو وجرائمه، فكل استغاثة يطلقها ضحايا العدوان الغاشم، بأصحاب الضمائر الحية في العالم وللمجتمع الدولي بما فيه العربي ومنظمات حقوق الإنسان تبقى تراوح مكانها..والأنكى أن البعض يطالب بمحاسبة إسرائيل على جرائمها..وليس ببعيد جريمة اغتيال الاحتلال للصحفية شيرين أبو عاقلة التي استشهدت برصاصة حية في الظهر أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة..وما زال الجاني دون عقاب رغم القضايا القانونية المرفوعة ضده أمام المحكمة الجنائية الدولية .
وتتصاعد فورعدوان طائرات الاحتلال على قطاع غزة مباشرة وتيرة البحث تحت أنقاض المباني المهدمة عن شهيد أو جريح،
وبأجساد تعبة أعيتها وأدمتها شظايا الاحتلال العمياء الذي ما انفك يسقطها تحت سماء غزة والتي لا تميز بين طفل أو شيخ أو امرأة أو شجر أو حجر تتعالى أصوات الثكالى والمكلومين المتهدجة بالحزن والآسى، فالجثث تملأ شوارع غزة ولكنهم يعلنون الشموخ ويحتسبون الشهداء أحياء عند الله ومن أُصيب في جسده أو بيته مأجوراً .
طال صلف الاحتلال وجنونه وجوره وهجماته البربرية والوحشية مدرسة “التحدي 5” في أريحا، وهدمها، ليحارب التعليم ويعرقل وصول الأطفال إلى مدارسهم ويحرمهم من تلقي تعليمهم، مدرسة التحدي هدمها الاحتلال قبل شهر ولكن أهلي تعمر الذين يشحذون الهمم نحو القمم، أصروا وبقوة على إعادة بنائها..وليكون لها من اسمها نصيب مدرسة التحدي..ولكن الاحتلال بوحشيته وهمجيته التي طالت الشجر والحجر جاء وهدمها ثانية وليقتل فرحة الأطفال بمدرستهم.
الشهيد الأسير خضر عدنان شرع بمعركة الأمعاء الخاوية واستمرت 86 يوماً رفضاً لاعتقاله، إذ كان يحتجزه الاحتلال في زنزانة في عيادة سجن الرملة، فكان اضرابه كسلاح دمار شامل هز الاحتلال واجرامه.
اعتقال الشهيد عدنان الأخيرة كان قبلها 12 مرة وبمجموع يقدر بتسع سنوات، كانت الاخيرة وقت الفجر،
قوات الاحتلال الخاصة، كانت اقتحمت منزل الشهيد وقبل اعتقاله تحاول إهانته أمام أبنائه الأطفال التسعة وأصغرهم أقل من عامين، ولكن الشهيد يأبى إلا أن يكون كشجرة باسقة ومنارة يهتدى بها في تاريخ البطولة والشهادة .
مع بزوغ الفجر انتزاع 6 أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع الإسرائيلي الشديد الحراسة عبر نفق حفروه سرًّا من زنزانتهم إلى خارج السجن بملعقة طعام، وهي العملية التي عُرفت بنفق الحرية
ومن تحت أرض أشد سجون الاحتلال تحصينًا خرج الأسرى الستة ليجوبوا سهول وجبال فلسطين من الناصرة وبيسان إلى جنين وللمرة الأولى بعد 25 عامًا، أخرج الأسرى انفسهم وتمتعوا بالحرية برغم أنف الظالمين، وهزوا بشموخهم ترسانة الاحتلال الأمنية من سجن “جلبوع” الذي شيّده الاحتلال بخبرات اجنبية وأحاطه بجدران خرسانية عَلتها أسلاك شائكة، وكاميرات مراقبة عالية الحساسية.
عبدالله البرغوثي والذي حكم عليه الاحتلال بالسجن 67 مؤبدًا، و5200 عام يعتبر الاحتلال من أخطر المقاومين لإسرائيل قالها ضابط اسرائيل” لو اضطرت إسرائيل أن تترك أرضها..فإنها ستأخذ عبد الله البرغوثي معها” لأنه الأشد خطرًا عليهم.
خلاصة القول..حقق الفلسطينيون بصمودهم وشموخهم بمواجهة آلة الحرب العسكرية الاسرائيلية معجزة رغم الخسائر البشرية والمادية..وحيث يبقى الفارق كبيرًا بين صمود المعجزة الفلسطينية وعنجهية الاحتلال
وصلفه وعويل وهلع سكان مستوطناته الذين يفِرُّون كالجُرذان إلى الملاجئ خوفًا من صواريخ الرعب الفلسطينية والتي شلت أركان المحتل وجعلته يتخبط ويتحص داخل منظومة”القبة الحديدية” والتي انفق عليها مبالغ ضخمة ليحصن نفسه وجعلته يقر بالهزيمة المُدوِّية أمام العالم..!؟