ندى جمال
سؤال يراودني يوميًا..لماذا كل شيء أصبح مختلفاً غريباً متكلفاً..لم يعد للأوقات طقوسها الجميلة.. فحياتنا رتيبة بائسة مليئة بالتصنع والتظاهر، تعج بالتكنولوجيا التي اقتحمت حياتنا وجعلتها سطحية وفارغة، خصوصاً إذا كانت بين أيدي من لا يستغلها حق استغلالها.
فقدنا صدق المشاعر العادات الجميلة، الطقوس التي تضع قلبنا و روحنا وعقلنا في كفة السلام…هذه التفاصيل الصغيرة المهمة، قد أهملت ووضعت على الرف، ولم نعد نكترث بها، فمثلاً استعاض الصديق عن الاتصال بصديقه للاطمئنان على حاله أو حتى زيارته برسالة نصية تصاحبها رموز إلكترونية بدلاً من إهداء الورود الحقيقية وبمشاعر حقيقية.
لم يعد هناك للصباح رونقه الجميل..أغاني فيروز..الفطور اللذيذ، قراءة الصحيفة الورقية…الخ، فلقد بتنا نتحرك على عجل يطاردنا ازدحام السير، والمسؤوليات المتراكمة..هذا من ناحية الكبار، أما الأطفال، فلقد أصبح لهم سلوكهم الغريب..التعامل المستمر مع الهواتف الذكية عوضاً عن اللعب.
أتساءل مثل كثيرين دوماً..كيف سيواجه هؤلاء الأطفال الحياة في الكبر، ولقد قضوا طفولتهم في عالم افتراضي..في أحيان كثيرة، نفتقد إلى بساطة الحياة، كلقاء الأصدقاء والأحبة، الجلسات العائلية الدافئة، الاهتمام بأشياء مفيدة.
ذات مرة، أخبرتني جدتي، أن أبناء بلدتها كانوا يشعرون جميعًا بالحزن عند وفاة أي ساكن من البلدة، فيمتنع الناس عن تشغيل التلفاز شهراً من باب المواساة، ولكن الآن نقيم أعراساً ومهرجانات، ونحن على دراية بأن هناك بشراً يقتلون بظلم جائر.
لماذا يهمل الأخ أخاه…؟ لم أؤمن يوماً بحجة الظروف والانشغال، فمن يكترث يستطيع أن يجد فرصة في يومه ولو لبضع دقائق للاطمئنان عن حالك..عش بسيطاً جميلاَ والبسمة عنوانك، متجنباً الإصابة بأمراض المجتمع، أسعد الناس اهتم بنفسك وراعي الله في من حولك.