صدى الشعب – محمد أمين –
تسببت محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهجوم بطائرتين مسيرتين الأسبوع الماضي على مقر إقامته، وتهديدات يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة فاغنر، بأنه سيسحب مقاتليه، من مدينة باخموت بإقليم دونباس، مركز القتال في شرق أوكرانيا، بسبب نقص الذخيرة، وبدء ظهور ملامح الهجوم الأوكراني الكبير، على نشر حالة ارتباك في روسيا، وفتحت المجال لطرح تساؤلات حول من يخلف بوتين.
وبحسب وسائل إعلام، فإن علامات ارتباك وفوضى بدأت تظهر بين القيادتين العسكرية والسياسية في الكرملين، وسط مخاوف، من عدم استعداد البلاد للهجوم الأوكراني المضاد.
ويشار إلى أن السلطات الموالية لروسيا في خيرسون وزابوريجيا، أخلت السكان جزئياً من المناطق التي يسيطر عليها الروس بسبب تكثيف القوات الأوكرانية قصفها، وكذلك قلصت روسيا استعدادات الاحتفال بيوم النصر في 9 أيار ملغية فعاليات ومسيرات في 6 مناطق روسية، وفي شبه جزيرة القرم بسبب مخاوف من الهجوم الأوكراني، حيث تؤكد كييف أنها باتت تقترب من حسم المعركة وتصر على تحرير المناطق التي سيطرت عليها روسيا، بما فيها القرم.
بدورها، اعتبرت، نيويورك تايمز، أن أحدث العلامات على الفوضى في روسيا، إعلان بريغوجين أنه سيسحب مقاتليه من باخموت، حيث أن الأخير كان كرر في بيانين مصورين الاتهامات التي يوجهها منذ فترة طويلة، بأن وزارة الدفاع الروسية تبخل على قواته بالذخيرة، في غيرة من نجاحها، وطالب بتسليم مواقع قواته في باخموت إلى قوات الزعيم الشيشاني قديروف.
ودأب بريغوجين على اتهام التيار العام في الجيش، بما في ذلك وزير الدفاع سيرغي شويغو، بعدم الكفاءة.
من جهتها، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إنه كلما ارتفعت مكانة بريغوجين زادت اشتباكاته مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف، ما دعا بعض الخبراء للزعم بأن هناك صراعاً دائراً بين القادة في موسكو، لا سيما وأن بيانا بريغوجين تزامنًا أيضاً مع إعلان الكولونيل ميخائيل ميزينتسيف، النائب السابق لوزير الدفاع الروسي انضمامه إلى «فاغنر» كنائب للرئيس.
ومع تطهير خصوم بوتين الحقيقيين في الداخل خلال فترة ولايته الطويلة، توقع الكاتب الروسي ميخائيل شيشكين في حديث لصحيفة التايمز البريطانية حدوث فوضى في حالة وفاة بوتين، أو عزله مردفاً: «ستتوقف الحرب في أوكرانيا، وستبدأ حرب قُطّاع طرق للسيطرة على روسيا».
ولم يستبعد شيشكين تفكك البلاد، حيث يقوم حكام المناطق بحماية أنفسهم والاستيلاء على الأصول، باستخدام جيوش خاصة، مشيراً إلى أن الكفة قد تميل لمصلحة بريغوجين، لأنه يحظى بدعم المقاتلين الذين شاركوا في الحرب الأوكرانية.
ووفق القانون، إذا مات بوتين أو أصبح غير قادر على الحكم، فإن القيادة بالوكالة ستنتقل إلى رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، ثم تجري الانتخابات الرئاسية في غضون ثلاثة أشهر، وقد يقع الاختيار أولاً على شخصية موالية له، تسير على نهجه، وتحمي شركاءه من الملاحقة القضائية، ومن بين أبرز المرشحين فياتشيسلاف فولودين (59 عاماً) رئيس مجلس الدوما، وأندريه تورتشاك (47 عاماً)، رئيس حزب روسيا المتحدة.