صدى الشعب – محمد قطيشات
تتجدد أحداث العنف الطلابي في الجامعات الأردنية بين الحين والآخر، حتى أصبحت هاجسًا مقلقًا يشوه صورة الجامعات والمؤسسات التعليمية، وتسيء للوطن ومؤسساته، ما يتطلب من الجهات المعنية، أن تعي حجم هذا الخطر وتضع الحلول الناجعة بعد دراسة هذه الظاهرة وأسبابها ودوافعها.
ولا يختلف اثنان على أن العنف الطلابي في الجامعات سواء المادي أو اللفظي، يضر بسمعة الجامعات ويعطل مسيرة العمل والتقدم والعطاء، وهو سلوك مستهجن وغير تربوي وبعيد كل البعد عن قيم التسامح وثقافة الحوار والديمقراطية التي يجب أن تسود دخل الحرم الجامعي، وحيث أن آثارها قد تتعدى الإيذاء الجسدي أو الإساءة النفسية أو انتهاك القوانين الجامعية وإتلاف الممتلكات داخلها إلى فوضى عارمة لا يتوقع مداها.. خاصة وأن البعض يحاول الزج بالعشائر فيما تشهده بعض الجامعات من عنف..رغم أن العشائر بعيدة عن ذلك كل البعد، وتدعو إلى الحكمة والمسؤولية وحسن التصرف وتماسك الروابط بين أبناء المجتمع.
ولا شك بأن العنف الطلابي في الجامعات دخيل على المجتمع الأردني وقيمه وثقافته العريقة، وعليه فلا بد من قرارات وعقوبات حازمة ترقى إلى مستوى الحدث وبحق كل من يثبت تورطه بأحداث العنف الجامعي حتى يكون عبرة لمن خلفه وعبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الجامعات الأردنية وممتلكاتها ويسيء للصروح العلمية والتعليمية الأردنية الشامخة التي تربعت على خارطة التعليم العالي إقليميًا ودوليًا فارضة اسمها بين أفضل جامعات العالم وعلى أفضل المعايير والتصنيفات، فكان لها من التقدم ما جعلها علامة فارقة ومنارة يهتدى بها بذلك.
ولا بد من التأكيد على أهمية دور الأسرة والمدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع المدني وتكاتف الجهود وعلى المستويات كافة للمساهمة بمعالجة هذه الظاهرة والتوعية بآثارها السلبية وترسيخ مبادئ المواطنة الصالحة وقيم التسامح والديمقراطية وتقبل الآخر واحترام حرية الرأي وجعلها الأساس للتفاهم والسلوك الحضاري .
ويرى البعض بأن العقوبات الجامعية متواضعة أمام ما يتصدره مشهد العنف الطلابي في الجامعات، حيث يبدأ بالإنذار وقد يصل في بعض المراحل إلى الفصل النهائي أو الكلي من جميع الجامعات الخاصة والحكومية..وذلك وسط الكثير من المطالبات بتغليظ العقوبات لكي تصبح رادعة وتؤتى أكلها وبالمقابل تحمي طلاب الجامعة وتفسح المجال أمامهم للنهل من معين العلم والمعرفة بعيدًا عن مظاهر العنف والسلوك غير المقبول، مع الإشارة بأن كوادر الأمن الجامعي تتميز بمستويات عالية من المسؤولية والقدرة على احتواء العنف الطلابي في الجامعات ولكن تبقى الصلاحيات الممنوحة لهم كما يرى البعض محدودة.
خلاصة القول، لا بد من تعزيز لغة الحوار والتشاركية في تجاوز التحديات وحل المشكلات من أجل تجاوز العنف الجامعي والتغلب عليه، خاصة وأن العنف الطلابي أصبحت ظاهرة تتزايد بصورة ملحوظة وإذا ما تركت على ما هي عليه فإنها ستتعمق وتصبح الأمور تجري على غير مجراها ما يخرج الجامعات عن رسالتها، ولا بد من دراسات وافية لتلك الظاهرة للوقوف على أسبابها والخروج بالحلول الناجعة لتجاوزها مع التركيز على تسارع وتيرة الحلول وعلى مراحل والأولية منها، مساعدة الطلاب على الانخراط بالنشاطات اللامنهجية وتعزيز التشاركية بينهم وتوعيتهم بالاستغلال الأمثل لأوقات الفراغ .