صدى الشعب- سليمان أبو خرمة
تدور الأحاديث بين الحين والأخر في أوساط المجتمع الأردني بشكل عام والتربوي بشكل خاص حول المناهج الدراسية للطلبة وتطويرها.
الجدال الذي يحمل وجهات نظر مختلفة حول العديد من قضايا تطوير المناهج وتأثيرها على الطلبة بالمستقبل والحاضر.
ويرى العديد من الخبراء، أن المناهج الموجودة تعتمد على التلقين والحفظ أكثر من الفهم والتحليل، وهذا ما يؤثر على الطلاب في مسيرتهم العلمية والعملية.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة بشرى عربيات، إن المناهج الدراسية، هي حفظ وتلقين أكثر من أنها فهم وتحليل.
وبينت عربيات في حديثها لـ”صدى الشعب” أن المناهج بحاجة لمعالجة فعلية، مضيفة أن المناهج تعددت ولكن للأسف مخرج التعليم لم يتغير.
وأشارت إلى أن العديد من المناهج ومنها الفيزياء والرياضيات أصبحت عبارة عن حفظ قوانين دون تفكير بالمسائل، وحيث أن المناهج ترجمت حرفيًا من كتب برامج أجنبية، وهذا الأمر لم يحقق الفائدة وتسبب بتخبط لدى الطلبة والمعلمين.
ونوهت عربيات إلى أن ما حدث ليس تطويرًا فعليًا للمناهج، وما هو غير ترجمة ونسخ وللصق من كتب أجنبية، مبينة أن الأرقام الموجودة في الكتب العلمية كانت سببًاً للسماح لطلاب الثانوية العامة (التوجيهي) باستخدام الآلة الحاسبة.
وأضافت، أن بعض المناهج الدراسية تواجه العديد من المشكلات وهي بحاجة ملحة للمعالجة الفورية بالنظر إلى تأثيرها على الطلبة والمعلمين.
بدوره، قال الدكتور عبد الكريم الحياري، إن الحفظ والتلقين يأخذ جانبًا كبيرًا من العملية التربوية وهي موجودة في بعض المناهج الدراسية حاليًا، مستدركًا أن ذلك له تأثير كبير على الطلبة، ومنها الإتكالية وأخذ المعلومة بشكل جاهزة.
وتابع، بأن ذلك يؤثر ويحد من البحث والابتكار وجديدة وتنشى أجيال اعتمادية، وحيث أن المناهج تعكس النظام التربوي، مضيفا أن العملية التربوية لدينا تعتمد على الحفظ والتلقين وذلك بسبب عدة ظروف متلاحقة.
وأشار إلى أن الحفظ والتلقين كان بالماضي ضروريًا بسبب قلة المصادر، ولكنه بات في الوقت الراهن غير مبرر وذلك لكثرة المصادر والتطور التكنولوجي الحاصل.
من جهته، يرى الدكتور صالح بركات، أن هناك فرق بين أن تكون المناهج قائمة على الحفظ والتلقين وبين أساليب التدريس التي تدعم ذلك، وأن المناهج لا يمكن أن تكون قائمة على الحفظ والتلقين وذلك لأنه تم تصميمها لكي تراعي جميع العمليات العقلية لطالب.
وأوضح، أن المناهج الحديثة تحتوي على التحليل والتفكير إلى جانب من التطبيقات العملية، وأن الخلل لا يكمن في المناهج، بل في أساليب التدريس وعدم التعامل مع الكتاب بصورة وطريقة صحيحة.
وبحسب قوله، فإن الطالب فقد الشغف والدافعية نحو التعلم وذلك لأسباب عديدة وأهمها توفر احتياجاته بسهولة، ولكن الخلل يبقى مترابط ابتداء من البيئة الصفية مرورًا بطريقة التدريس وليس للمناهج علاقة بكل ذلك.