صدى الشعب – راكان الخريشا –
في صبيحة كل يوم نرفع هاماتنا لنحي العلم، وننشد بصوت واحد “خافقاً بالمعالي والمنى، عربي الظلال والسنا، في الذرى والأعالي، فوق هام الرجالِ، زاهياً أهيباً” دُررٌ مكنونةٌ تلهج بالعلم الأردني استقاها الشاعر عبد المنعم الرفاعي في قصيدته من نبض أفئدة الأردنيين مُنشدة في هواه، ليتجدد الوانه نشيداً بمناسبة يومنا هذا .
قبل مئة عام بالتمام والكمال، تزينت مدارسنا والمباني الحكومية والميادين في محافظات الوطن بالعلم الأردني، الراية التي اختزلت حضارات وأمجاد العرب خلال مئات السنين يعتز بها الأردنيون .
يصادف اليوم “اليوم الوطني للعلم” السادس عشر من نيسان من كل عام والتي أقرها مجلس الوزراء، تزامناً مع الاحتفالات بمئوية الدولة الأردنية، يستذكر الأردنيون معاني الفخر والعزة والإباء، وتتجدد حكايات الوطن ومنجزاته وتتجدد معها معاني النشيد الذي تعلق به الأردنيون كباراً وصغاراً شيباً وشباناً رجالاً ونساءً، ليواصل العلم شموخه سامقاً بأمجاد الأجداد والأباء المؤسسين التي تعانق الفَخار بتاريخ ناصع أبلج، وتنسج من مآقي الاعين الشاخصة لسمو العَلَم، حاضر ومستقبل وطن وشعب .
ولقد استمد العلم الأردني شكله ولونه الخاص به من راية الثورة العربية الكبرى التي تم انطلاقها من بطحاء مكة عام 1916م، والعلم الأردني هوية وطنية ضاربة في الأعماق أساسها يعود إلى الأمويين الذين رفعوا البيض رايتهم وهم ينشرون الإسلام، عماد الحضارة وعنوانها من الهند إلى الأندلس، والعباسيين الذين رفرفت راياتهم السود في بلاد ازدهرت بالعلوم والصناعة والفنون والعمارة والأدب، وآل البيت الذين ثبتوا على مبادئهم وقناعتهم ولم تغرهم الحياة برايتهم الخضراء وعباءة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، والأحمر راية الهاشميين الذين يمثلون كرامة العرب وحريتهم وهي المثلث الذي يجمع الأشرطة الثلاث السابقة، وتتوسطه النجمة السباعية التي تدل على فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني (سورة الفاتحة من سبع آيات) .
علمنا الذي خضبت حمرته دماء الشهداء وروت خضرته قطرات الندى ممزوجة بعرق أبنائه، وعتقت سواده علامات الجد على محيا أبناء الأردن وإخلاصهم لماضيه ومستقبله، وأظهر بياضه قلوب محبة نقية تحلم بوطن حر وتموت من أجله .
يستحق العلم الأردني في يومه وفي كل يوم أن نحييه فخرًا واعتزازاً وشموخاً راية الوحدة ، والحرية ، والكرامة التي ناضل لأجلها كل أحرار الأمة ضد الظلم والقهر والإستبداد والذي يحمل في طياته ذكرى لبطولات عظيمة وكفاحات مميزة قادها الشعب الأردني العريق، الذي أستمر في النضال والكفاح في سبيل أن تبقى هذه الراية خفاقة عالية عبر 100 عام من عمر الدولة الأردنية إلى الأبد .