كتب. الدكتور/ عباس المحارمة
هي ليست جملة نتداولها أو كلمات نستخدمها لإطلاق الشعارات ، لكنها شعور داخلي مفعم بالانتماء للتراب وما عليه والاستعداد دوماً للتضحية من أجل الوطن الكبير الذي يجمعنا
صحيحٌ بأن الأردن وعبر تاريخه الطويل استطاع تجاوز ومواجهة أزمات كبرى وتغلب عليها وذلك لقرب القيادة الهاشمية من الشعب الأردني الصامد الصابر
و مؤخراً أثارت تصريحات الوزير الإسرائيلي غضب الشعب الأردني وقيادته ، فقد مثلت التصريحات أقصى درجات العنصرية النتنة
وكانت بعض ردود الأفعال الأردنية عاطفيةً وبعيدةً عن التفكير والعقلانية والإستعداد لما هو قادم وكيفية التعامل مع التطورات المستقبلية المحتملة
وبالرغم من تطمينات الحكومة الأردنية وإعلانها بأن تصريحات الوزير الاسرائيلي لا تشكل تهديداً للمملكة سواءاً أستراتيجيا أو وجودياً
لكن الداخل الأردني بات يترقب مستقبل العلاقة مع إسرائيل وكيفية إتخاذ التدابير الرادعة في التعامل مع هكذا تحديات والتي من شأنها خلق هاجس جديد لدي الأردنيين في ظل انشغال دول الإقليم بالبحث عن مصالحها وإيجاد التحالفات لتحقيق ذلك
ومع إيماننا المطلق بأن تصريحات الوزير الإسرائيلي كشفت الوجه الحقيقي للصهيونية وأهدافها المستقبلية وهذا بالطبع مدان شعبياً ورسمياً في الأردن
إلا أنه وبعيداً عن العاطفة أو الردود الإنفعالية وبعد تحكيم لغة العقل والمنطق وبكل واقعية فإنه إذا أردنا تجاوز هذه الأزمة والبناء عليها فعلينا كأردنيين تعزيز جبهتنا الداخلية وترسيخ وحدتنا الوطنية أكثر من الإنشغال بالرد باستخدام الشعارات المختلفة على تصريحات الوزير الاسرائيلي أو اية أمور طارئة جديدة
كما أن الأردنيين مطالبون ايضاً أن يثقوا بقدرة قيادتهم الهاشمية والتي بايعوها حباً وطواعيةً وذلك بسبب قدرتها على مواجهة التحديات وحماية الأردن
فالمرحلتان الحالية والمستقبلية تحتاج إلى أكثر من الشعارات والخطابات وتسجيل المواقف
فعندما يشعر الأردنيين بأنهم جميعاً جزء من صناعة القرار وأنهم متساوون بالحقوق والواجبات، حينها فقط سيظهر الأردن بشكله الأقوى وحينها لن تقتصر ردة الفعل الأردنية عند نفس الشخوص بل سينطق كل أردنيٍ حرّ شريف بأن الأردن فعلاً خط أحمر قولاً وفعلاً
حمى الله وطننا وقيادتنا الهاشمية
* رئيس بلدية سحاب