** في ندوة نظمها منتدى البيت العربي ومنتدى الجياد … العثامنة: الصحافة في الأردن جزء من مسيرة التطور الإنساني في تناقل المعلومة.
صدى الشعب – قال الكاتب والصحفي مالك العثامنة في ندوة له في منتدى البيت العربي الثقافي أننا نتثاقف في الحديث عن الإعلام الأردني وواقع الصحافة في قراءة شخصية لهذا الواقع، وقد عايشته منذ منتصف التسعينات في القرن الماضي بفورة الصحافة الأسبوعية، واراقبه من مهجري راصدا بكثير من الحزن فوضى الصحافة الإلكترونية التي أضعفت المهنة بدلا من أن تقويها.
وأضاف في الندوة التي نظمها منتدى البيت العربي ومنتدى الجياد للثقافة والتنمية تحت عنوان “الإعلام والصحافة في الأردن بين الماضي والحاضر” أن الصحافة في الأردن وفلسطين تاريخيا حالة قديمة وعريقة، وهي جزء من سياق كبير وواسع بدأ مع مسيرة التطور الإنساني أساسا في التواصل والاتصال وتناقل المعلومة.
وقال في الندوة التي أدراها الأديب والكاتب جروان المعاني “ما عشته، شخصيا، كان في تلك الفترة المفصلية بما تم تسميته بالتحول الديمقراطي، بداية تسعينيات القرن الماضي، حين قرر الملك الراحل حسين بن طلال وبعد أحداث معان وتداعياتها والدولة في كامل عافيتها المؤسسية لكن بأشد مراحل معاناتها الاقتصادية، ان يعيد للبرلمان “المنتخب” دوره، فأعاد بقرار سياسي شجاع حينها تفعيل الانتخابات النيابية والتي تبعها وتوازى معها وقف العمل بالأحكام العرفية”.
مضيفا: هذا الانفتاح الديمقراطي السياسي كان لا بد أن يترافق معه وبالضرورة التاريخية انفتاح إعلامي، تمثل حينها بتغير نوعي في طريقة وأسلوب مطابخ التحرير الصحفي في الصحافة اليومية التي كانت تتسيدها ثلاث صحف رئيسة (الرأي- الدستور- صوت الشعب). ولكل منها تاريخه وبعضها له منتهاه، فانتهت صوت الشعب ماليا بالتصفية لتحل محلها “الأسواق” المتخصصة بالاقتصاد وبورقها البني المختلف عن اللون المعتاد، في الموازاة، كان هناك جيل من خريجي الصحافة الجدد من الشباب في جامعة اليرموك قد دخل سوق العمل الإعلامي، ولأن الفرص نادرة في اليوميات، كان لا بد من فكرة الصحافة الأسبوعية او صحافة القطاع الخاص لاستيعاب موجة الدماء الشابة الجديدة.
وقال العثامنة: كانت الصحف الأسبوعية بين الجيد والمقبول والرديء، تتفاوت مستوياتها حسب نوعية الصحفيين فيها، وكنا نزداد خبرة في التعامل الصحفي ونحن نمشي فوق حد السكين خوفا من الوقوع في الخطأ القانوني الذي صار “بتشريع جديد” مكلفا للناشر ماليا، مما سيكلف الصحفي وظيفته لو تضرر الناشر.
وأضاف: انتشرت أيضا ظاهرة مكاتب الصحافة العربية والأجنبية، المطبوعة او المتلفزة، وتوزعنا بينها نكتسب الخبرة في العمل الدولي والعربي، ونعطي خبرتنا المكتسبة في قضايا المطبوعات وزيارات “منتصف الليل” في تفادي الدوس على لغم في حقول مليئة بالألغام. كان نضالا جميلا يستحق التوثيق فعلا يوما ما.
هذا الحراك الذي أوجزه لكم، أنشأ حالات المد والجزر بين الصحافة الحرة والسلطة، التجاذبات تلك هي التي طورت حالة التشريعات القانونية عبر السنوات.
اليوم، وربما يمكن تأريخ الحالة المعاصرة والراهنة ببداية ظهور المواقع الإلكترونية، وهو فضاء افتراضي شاسع جدا، خارج إدراك الرقيب نفسه، وإدراك الصحفيين كذلك.
هذا محصلة ثورة تكنولوجيا المعرفة التي تكاد تكتمل اليوم لندخل قريبا عصر الذكاء الاصطناعي.
وتطرق الحديث في الندوة من خلال المداخلات الى دور الصحافة الورقية في ظل وجود المواقع الاخبارية والقنوات الفضائية والفضاء الافتراضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان الاديب جروان المعاني مدير الحوار في الندوة قد عرف بالكاتب العثامنة قائلا: هو اعلامي اردني مقيم في بلجيكا، انغمس في عمله، وهو المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والدراسات التحليلية والرصد الاعلامي، كتب في عدة صحف أردنية منها الراي والدستور والقدس العربي والغد وعمل مراسلا لجريدة الامارات اليوم ومحللا سياسيا على عدة قنوات مثل العربية وفرانس24 و”دوتشيه فيلة”، وسي بي سي اكسترا.
وفي الختام كرمت راعية الندوة الاديبة سلامة عبد الحق الرئيسة الفخرية لمنتدى الجياد والمهندس صالح الجعافرة رئيس منتدى البيت العربي الثقافي الكاتب مالك العثامنة ومشاركة امينة سر منتدى البيت العربي ميرنا حتقوة والأديب جروان المعاني.
