كتب. فايز الشاقلدي
ليس بالغريب على مسامع و أعين المواطن الأردني سماع ومشاهدة المناكفات والمشادات الكلامية وتوجيه المصطلحات ” الرنانة “للحكومة الممثلة برئيسها الدكتور بشر الخصاونة وفريقه الوزاري خلال الرد على خطاب الموازنة العامة للدولة كل نهاية عام .
بالرغم من إطلاق عبارات حادة سامة لاذعة على مسامع رئيس الوزراء وفريقه الحكومي تحت قبة البرلمان ” العبدلي ” خلال ثلاثة أيام متتالية ، تخللت نبرات حادة وعبارات ساخنة طالت ملفات عديدة من الموازنة ، فإن إقرار الموازنة جاء بتصويت الأغلبية ،86نائباً من أصل 107 نائب .
ويأتي مشهد التصويت بالأغلبية تحت بند المعادلة ” غير المفهومة” على صعيد التناقض فكيف يتم التصويت بالأغلبية الساحقة وهناك 90 نائباً تحدثُ تحت القبة منهم 25 نائباً عبروا عن رفضهم التام والمطلق للموازنة ، فكيف يتم التصويت على مجمل الموازنة وأغلبية مقاعد أعضاء النواب خاوية ؟؟
كما عبرت النائب روعه الغرابله، إنها سوف تختصر رأيها بالموازنة للعام الحالي بثلاثة كلمات تقول: ” أرفض الموازنة كاملة”، وبهذه الكلمات المحدودة عبرت عن رؤيتها و قرارها في الموازنة ،وكذلك ما قاله النائب سالم الضمور خلال جلسة مناقشة مشروع الموازنة ،أنه كله يقين بأن الشعب الأردني المكلوم بكل أشكال الفقر والعوز والبطالة ، لا يتابع ولا يهتم لما يقولونه ، لأن الشعب أدرك عبثية ما نقوم به ، وأدرك أن مؤسسات الوطن أُفرغت من مضمونها نتيجة سياسات الشللية والإقصاء ، وسوء الإدارة التي نَتج عنها التضخم والكساد والمديونية العالية بكل ما حملت من انعكاسات على اقتصاد الوطن وشعبه.
وأضاف الضمور أن أكثر من نصف الشعب الأردني يعيش في مواجهة البرد والصقيع ، وفاتورة الكهرباء والوقود ، والارتفاع الكبير على أسعار السلع والمواد الأساسية ، يترافق ذلك المشهد المأساوي مع ضعف كبير في مستوى الدخل ، والبطالة المتصاعدة ، واتساع متسارع في مساحات الفقر ، حيث أصبح الوطن مرهون خارجياً لقرارات وإملاءات دول الاستعمار المانحة ، وداخلياً أصبح الوطن مرهوناً للبنوك التجارية ومزاجية رفع أسعار الفائدة بين الحين والآخر.
فكيف لهذه المشهد أن يصوت على إقرار الموازنة التي جاءت عاجزة من إخراج الوطن والمواطن من عنق الزجاجة ، وجعل أيامه القادمة أجمل ، معلاً رئيس الوزارء بشر الخصاونة ؛ في ختام مناقشات النواب إن الحكومة “لن تعد بما لا تستطيع القيام به، وستلبي مطالب النواب ضمن الإمكانات”، معلناً تحت القبة أن حكومته ستعمل على بعض المناقلات من أجل صندوق دعم الطالب الفقير، وأن التحديث السياسي مشروع مركزي ويـأخذ جل اهتمام الحكومة.
من جانب آخر بقصد إغراء وملاعبه كاميرات الإعلام ، والعمل على كسب القواعد الشعبية والانتخابية ، فالنائبان فواز الزعبي ، ومجحم الصقور اشبعا الموازنة شتماً ، وكانا من أكثر النواب الذين ألقوا كلمات نارية ، انتقدوا فيها الحكومة بشدة ، للحظة يظن المستمع أنهما سيرفضان الموازنة ولكن النهاية المضحكة رفع الأيدي بالتصويت لصالح الموازنة .
رددت على مسامعنا كل تلك الخطابات والسرديات المضللة والأسطوانات المعادة مرارًا وتكراراً التي تطمئن المواطنين بأن القادم أجمل ، جراء الإصلاح الحقيقي لكن على الورق الأبيض فقط ، فحكومة القادم أجمل هي الأعلى بنسبة الإقرار مقارنة بآخر أربع حكومات ، بعجز بلغ 1.8 مليار دينار أردني ، والثمن المواطن … والسبب الشعبوية والخطابات الكاذبة تحت قبة البرلمان ” العبدلي ” فقد أخفقت الحكومة من جديد ومجلس النواب ما زال يفقد ثقة المواطن الأردني في ظل الظروف الصعبة الراهنة .