كتب. مصطفى الريالات
ثمَّة فرصةٌ ماثلةٌ للعَيان في تعزيزِ العلاقاتِ الثنائيّةِ الأردنيَّةِ العراقيَّةِ، تستوجبُ استثمارَها بشكلٍ عمليٍّ، بما يخدمُ مصالحَ البلدينِ على قاعدةِ تَبادلِ المَنفعةِ.
في بغدادَ وخلالَ اللقاءاتِ مع القياداتِ السياسيّةِ والبرلمانيّةِ العراقيَّةِ، يتمُّ الحديثُ «بين السطور» عن هذه الفرصةِ، وتلميحاتٌ لا يُخطئها التقديرُ عن الحديثِ عن العلاقةِ الأردنيَّةِ العراقيَّةِ، وتتمثَّل بآليةِ تعاونٍ ثنائيٍّ تعتمدُ على قاعدةٍ اقتصاديّةٍ هي «المُقايضة».
نحنُ نريدُ الأسمدةَ الزراعيّةَ، الأدويةَ، الطّاقةَ الكهربائيّةَ، ومستلزماتٍ كثيرةً، وأنتم «أي الأردن» تحتاجونَ النفطَ المتوفّرَ لدينا بكمياتٍ كبيرةٍ.
مثلُ هذه اللغة تسمعُهَا في لقاءاتٍ مع قياداتٍ سياسيّةٍ بارزةٍ عراقيّةٍ، ويقولون: الأردنُّ الأقربُ جغرافيًا للعراقِ ومصلحةُ البلدينِ يجبُ أن تُترجم بطريقةٍ عمليةٍ، فتسألُ هنا ماذا عن خطِّ البصرة العقبة؟ ولماذا لم يرَ النور للآن بعدَ عشراتِ السنين من طَرحِهِ، والحديثُ عنه دائمٌ ومستمرٌ؟، فيأتيكَ الردُّ واضحًا ومباشرًا من مسؤولٍ عراقيٍّ بارزٍ: قريبًا والفرصةُ مهيَّأةٌ اليومَ للمضي قُدمًا في تنفيذه.
يبدو أنَّ قضيةَ إغلاقِ مَنفذِ (مَضيق) هرمز، أعطى ضوءًا أحمرَ لدى النُّخبةِ والقيادةِ السياسيّةِ العراقيَّةِ، للسؤالِ ومحاولةِ إيجادِ إجابةٍ واضحةٍ عليه وهو: ماذا لو تمَّ إغلاقُ المَضيق لفترةٍ طويلةٍ؟ ما هو البديلُ أمامَ العراقِ لتصديرِ نفطِهِ، والحصولِ على سُيولةٍ ماليةٍ تُسهم في ديمومةِ عملِ المُؤسساتِ؟!
اليومَ الإجابةُ باتت واضحةً، أن خطَّ البصرة العقبة بديلٌ لأيّ خطوةٍ غيرِ محسوبةٍ، قد تحدثُ في حالِ إغلاقِ المَضيقِ.
مع الإشارةِ هُنا إلى أنَّ الأردنَّ غير معنيٍّ بالكلفةِ الماليّةِ لإنجازِ المشروعِ؛ لأنه يُنفذُ بعائداتِ النفطِ العراقيِّ، وإنجازُهُ سيزيدُ من حجمِ صادراتِ النفطِ العراقيِّ، والحالُ ينسحبُ على موضوع الرَّبط الكهربائيِّ، وكذلك على المنطقةِ الحرَّةِ وغيرِهَا من المَشاريعِ المُتاحةِ، والتي تُوفر حاليًا الظروفَ والبيئةَ لاستثمارها بشكلٍ عمليٍّ، فمصلحةُ البلدين تكونُ من خلال التَّبادل التجاريِّ وتعزيزِهِ بصورةٍ مختلفةٍ، وسِياقِ تفكيرٍ خارجَ الصندوقِ.
خلالَ 48 ساعةً من وُجودي في العاصمةِ العراقيَّةِ، ضمنَ زيارة الوَفد الأردنيِّ إلى العراقِ، بدعوةٍ من نَقيب الصَّحفيينَ العراقيينَ، رئيسِ الاتحادِ للصَّحفيينَ العربِ مؤيد اللامي، لَمَستُ الاهتمامَ العراقيَّ بالأردن، وتقديرَ السياسيينَ للتحدياتِ الاقتصاديَّةِ، والرغبةَ الأكيدةَ في العملِ معًا، من أجل تَجاوزِ التحدياتِ التي تُواجه البلدينِ، فالأردنُّ يمتازُ بتوفيرِ السِّلعِ بمختلفِ القطاعاتِ، التي سيحتاجُهَا العراقُ في المَرحلةِ القادمةِ.