كتب. الدكتور / محمود الرجبي
يتحدّث البعض عن انتشار ظاهرة تناول الخمور بين الشباب فِي الأردُنّ، ولِلأسفِ ليس لدينا إحصائية تؤكد هذِهِ الـمعلومة أو تنفيها، رغم وُجُود بعض المؤشرات حولنا تدل على ذلِك، لِلأسفِ، وهذا يتطلب مِنّا وقفة ضِدّ ما يحصل، وأن نحصن مجتمعنا من هذِهِ الآفة السّيِّئة على كل الـمُستويات الدينية، والأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية.
عِندما تُشاهِد الأفلام الوثائقية الّتِي تتحدّث عن الـمُشكِلات الّتِي تسببها الخمور، وحِيِنما تستمع لبعض القصص الّتِي أدّت إلى حوادِث خطِيرة بِسبب هذِهِ الآفة المحرمة فِي الدين الإسلامي، وبعد مونديال كأس العالم فِي قطر، ومِن خِلال مشاهدة بعض اللقاءات مع مشجعين تحدثوا عن النعمة الّتِي يعِيش فِيهِا من لا يتناول هذِهِ المسكرات، وكيف أنهم شاهدُوا فعاليات المونديال بأمان بعيدًا عن تحرشات السكارى، والحوادث الّتِي يفتعلونها، وكُلّما أدرك الإنسان أنه حِيِنما يفقد التركيز، أو القُدرة على رُؤية ما يحيط بِهِ بعقل واع يخسر كرامته، واحترامه بين النّاس، ستصل إلى نتيجة واحِدة: الخمور كارثة، ولِلأسفِ أنها بدأت تنتشر بِشكل أوسع من السابق بين الشباب، علمًا أن إحصائية منظمة الصِّحة العالمِيّة تصنف الأردُنّ الثامن عربيًا فِي استهلاك الخمور بِمُعدّل 15.2 لتراً لكل فرد، وهذِه نسبة عالية حسب اعتقادي.
تشير إحصائيات المنظمة نفسها إلى أن 48% من سُكَّان العالم لَمْ يرتشفوا الخمر فِي حياتهم، وأن الكُوَيْت هِيَ الدَّوْلَة العَرَبية الأقل اسْتِهلاكًا للكحول، وأن بَعْض الدُّوَل العَرَبية لديها استهلاك عالٍ لَهُ، وهَذَا يجعلنا نضع أيدينا عَلَى قلوبنا ونطالب بِوَضْع حد لِهَذِهِ الظاهرة بعْد تَحْدِيد حجمها الحقيقي.
وَلَنْ هُنا نتحدث عن الأثر الصحي، والمالي، وغيرها من الآثار بِسبب الخمور فهذِهِ معروفة، ولكِنّنا نحذر الـمُجتمع والآباء والأمهات من انتشار هذِهِ الآفة لدى فئات مُعيّنة من الشباب، ولا بُدّ من أن نقف كلنا ضِدّ انتشارها، وأن تضع الحكومات مجمُوعة جديدة من الإجراءات الّتِي تحد مِنها لنصل إلى درجة منعها بِالكامِل، فكلما زاد انتشار إدمان الخمور فِي الـمُجتمع ساءت حالته، وفقد جزءًا كبيرًا من طاقته وقدرته، ولو استفتينا الـمُجتمع الأردني مثلًا سنجد الأغلبية ضِدّهُ، هذا غير أنه يوافق ما طالب بِهِ الدين.
إدمان الخمور، والغرق فِي بحورها السَّيِّئَة ليْسَ من بَاب حرية التصرف، فَهِي مؤذية بجميع المقاييس، وضارة، ومنعها بِالكامِل مصلحة أردنية عليا حسب اعتقادي.