صدى الشعب – هند السليم
يقيم بيت الشعر/ المفرق في الحادية عشرة من صباح الإثنين 19 الشهر الجاري، وبالتعاون مع كلية الآداب/ قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية، ومديرية ثقافة المفرق، مؤتمره النقدي الثاني بعنوان “البناء الفني للقصيدة الأردنية المعاصرة، وتقنيات الكتابة الشعرية”.
ويتناول المحور الأول الذي يدير فعالياته الدكتور “سالم الدهام”، موضوع “التشكيل الزمني للقصيدة العربية المعاصرة”، مشتملاً على أوراق عمل:
– الإحساس النفسي بالزمن وانعكاسه على السيرورة الزمنية للنص للدكتور “حسام العفوري”.
– الزمن وحركية الضمائر النصية للدكتورة “منهى الحراحشة”.
– الزمن المهيمن في القصيدة المعاصرة بين الزمن الداخلي والزمن الخارجي للدكتور “أنور الشعر”.
– البناء الفني للقصيدة المعاصرة للدكتور “إبراهيم الكوفحي”.
كما يتناول المحور الثاني الذي يدير فعالياته الدكتور “عبدالحافظ الهروط” موضوع المكان وتجلياته في القصيدة العربية المعاصرة، يشتمل على أوراق عمل:
– المدينة في القصيدة المعاصرة وتجلياتها النصية للدكتورة “صفاء الشريدة”
– الوطن في القصيدة المعاصرة للدكتور “حسن المجالي”.
– الطبيعة في القصيدة المعاصرة للدكتور “إبراهيم الدهون”.
– المكان المجازي للدكتور “حنين إبداح”.
أما المحور الثالث الذي يدير فعالياته الدكتور “عبدالله المانع”، فيتناول موضوع التشكيلات السردية في النص الشعري، في ضوء علم لغة النص، ويشتمل على أوراق عمل:
– المشهدية السردية في القصيدة الأردنية المعاصرة للدكتورة “ليندا عبيد”.
السرد القصصي المتكئ على الميثولوجيا الإنسانية للدكتور “عطا الله الحجايا”.
– السرد القصصي المتكئ على التاريخ« للدكتور “ريحان المساعيد”.
وأّكد مدير ثقافة المفرقة مدير بيت الشعر / المفرق “فيصل السرحان” أن المؤتمر النقدي يأتي ضمن تعاون بيت الشعر مع الجامعات والهيئات والمؤسسات الثقافية، خصوصا في ظل احتفال العالم بيوم اللغة العربية، وهو ما يصب في خدمة لغتنا الشريفة وتأكيد فنونها الإبداعية في الشعر والنثر وصنوف الإبداع الأخرى.
وقال السرحان: إن بيت الشعر الذي يتعاون في الموسم الثاني للمؤتمر مع كلّية اآلداب بالجامعة الأردنية ومديرية ثقافة المفرق، يواصل دوره بنجاح في إقامة نشاطاته بعد سبع سنوات من إنشائه بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور “سلطان بن محمد القاسمي” عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم بيوت الشعر العربية، وما يقدمه من دعم مادي ومعنوي للحركتين الأدبية والنقدية في عالمنا العربي.
من جهته، أكد رئيس قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية الدكتور “عبدالله المانع”، أهمية المؤتمر وإحساس قسم اللغة العربية بالمسؤولية التي تتجاوز أسوار الجامعة وتتوخى إفادة وأن المؤتمر يشتمل على مشاركات لأكاديميين متخصصين من المبدعين والمثقفين، خاصة عدد من الجامعات، كما ثمن “المانع” الرسالة الأدبية التي يضطلع بها بيت الشعر / المفرق، مؤكدا أن المشهد الثقافي والأدبي الأردني بحاجة للناقد الحقيقي الذي يحمل الإبداعات ويدعمها بشكل موضوعي، في تشاركية مع المؤسسات والهيئات العاملة.
وجاء عن بيت الشعر / المفرق أن أهمية عنوان المؤتمر في دورته الثانية، من خلال موضوع البناء الفني للقصيدة العربية المعاصرة، وتقنيات الكتابة الشعرية، تأتي من أنه موضوع ينزع نحو الاهتمام بالشكل الفني للشعر، انطلاقا من أن الشكل في كل شيء يأتي ثانيا بعد المضمون إلا في الشعر؛ ففي الشعر يصبح الفصل بينهما ضربا من التعسف، ذلك أن الشكل ربما تصدر المضمون، ومن خلاله تتجلى شعرية الشعر، فموضوع التقنيات متحرك ومتوالد من إمكانات اللغة.
أما الخطاب الشعري بوصفه جملة من الأفكار المنظمة في سياق معرفي ما تعكس مضامين الشعر، فيمكن للشعر وغير الشعر أن يمضي بها إلى منتهاها، فليس الشعر هو الموكل باكتشافها، لكنه يثير الأسئلة، ويفترض الأجوبة، ويرمي بها الوعي ليقدح شرر المعرفة
المتخلفة من مصادر علوية.
كما أن للشعر خطابه الخاص الذي يسعى لإثارة التساؤلات الخاصة التي تبحث عن أسرار لا يجيب عنها العلم، ولا تتكفل بها الفلسفة، فالشعر ميدان رؤيوي فسيح يعبر نحو تأسيسفهم أعمق لجوهر الحياة والكون قادم من روافد إنسانية عامة، لا تقتصر على إطار محلي يقيد الشعرية بلغة معينة؛ ومن ثم يظل الخطاب الشعري متعلقا بالإيحاء، مثيرا للفضول، مبشرا بنافذة جديدة تنقدح في جدار الغيب الذي يهيمن على الكون؛ فالأسرار العظمى لم تكتشف بعد؛ بمعنى أن المشروع الشعري الحقيقي هو الذي يسعى لتحقيق شراكة فاعلة مع الحركة الشعرية العالمية.
ولما كانت العلاقة بين الشعر والنقد علاقة تبادلية، قائمة على إمداد كل من القسيمين للآخر بما يلزم كان هذا الإلتزام بين المسارين حتميا؛ فالحركة النقدية بحاجة إلى إبداعات تجسد المبادئ العامة وآليات تخليق الرؤى الجمالية التي تجترحها، بل ربما يمد الشعر نفسه النقد بما يطور به جهازه المفاهيمي والنقدي، كما أن الشعر في الوقت نفسه يحب أن يظل مطال على المنجز النقدي، للتفاعل مع المقاييس الجمالية والفنية التي يستصفيها النقد من واقع التجارب الشعرية.
ولهذا كله كان لا بد لأي مؤسسة السعي لتطوير الشعر وإنعاشه، وضخ الحيوية في عروقه من أن تجمع بين دعم أصحاب المواهب الشعرية، ودفعهم إلى منصات تمّكنهم من التعبير عن إبداعاتهم وترويجها، ومن جهة أخرى كان لا بد أيضا من خلق مناخ نقدي حيوي وفاعل، يعنى بتطبيق منجزات علم النقد على نصوص شعرية إبداعية معاصرة وطازجة وحاضرة بقوة في المجتمع نفسه.