صدى الشعب – تشهد العاصمة العراقية بغداد، مساء الإثنين، اشتباكات عنيفة فيما دَّوت صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية إثر سقوط قذيفة في محيطها، بحسب وسائل إعلام محلية.
ونقل موقع قناة “السومرية” عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله، إن الاشتباكات (لم تحدد أطرافها) مستمرة في المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وأضاف أنه تم تفعيل صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية نتيجة سقوط قذيفة هاون في محيط السفارة.
فيما أفاد موقع “بغداد اليوم” الإخباري بإصابة رئيس أركان قيادة الشرطة الاتحادية وأحد مرافقيه بجروح خلال الاشتباكات.
وقتل 20 من أنصار الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، في المنطقة الخضراء ببغداد وأصيب 350 بجروح، وفق ما أفادت مصادر طبية، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الصدر اعتزاله نهائيا العمل السياسي.
وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجول في عموم البلاد، فيما ذكرت وكالة الأنباء العراقية، في وقت لاحق من مساء الإثنين، أن الصدر بدأ إضرابا عن الطعام “حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”.
الصدر يضرب عن الطعام
كشف مقرب من مقتدى الصدر، مساء، أن الزعيم الشيعي أعلن إضرابا عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح.
وقال حسن العذاري، القيادي في التيار الصدري، في تدوينة له على فيسبوك، إن الصدر “أعلن إضراباً عن الطعام حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”. وأضاف أن “إزالة الفاسدين لا تعطي أحداً مهما كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الأطراف” .
قذائف هاون
وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن سبع قذائف هاون على الأقل سقطت، مساء الإثنين، في المنطقة الخضراء.
وقال شهود عيان إن إطلاق رصاص بشكل كثيف يُسمع الآن داخل المنطقة الخضراء الحكومية وسط بغداد. وذكر شهود عيان “أصوات إطلاق الرصاص وانفجارات تُسمع حاليا داخل المنطقة الخضراء فيما استهدف مسلحون مقر الدائرة الإعلامية للحشد الشعبي بقذيفة صاروخية في حي شارع فلسطين شرقي بغداد”.
وتشهد مناطق متفرقة في العراق انتشار كثيفا لقوات سرايا السلام التابعة للتيار الصدري فيما قامت الأحزاب الشيعية بتأمين الحماية لمقارها تحسبا لأي هجوم صدري.
تحقيق عاجل
ومساء الإثنين، دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة، إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون.
وشدد الكاظمي في بيان صحافي على “منع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، أو عسكري، أو مسلح منعاً باتاً والتزام الوزارات والهيئات والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها” .
وأكد “أن قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية وعلى المواطنين الالتزام بالتعليمات الأمنية، وقرار حظر التجوال”.
وفي وقت سابق الإثنين، ترأس الكاظمي اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث، ودعا إلى “حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضا على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان”، وفق بيان.
كما دعا الكاظمي المتظاهرين إلى “الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر”.
وأصدر قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، أمراً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
من جهته، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي جميع الأطراف في العراق لإطفاء نار الفتنة والتوصل إلى تفاهمات لحفظ وصون سيادة الوطن واستقراره، وحمايته من الانزلاق إلى تصادم يخسر فيه الجميع.
وقال في بيان صحافي “إن ما آل إليه الوضع هذا اليوم ينذر بخطر كبير، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو تركه يتصاعد دون تدخلٍ من العقلاء والمؤثرين من زعامات دينية وسياسية وعشائرية واجتماعية، تدفع باتجاه التهدئة وضبط النفس، وتحذر من الفوضى وإراقة دماء العراقيين الأبرياء عبر استخدام السلاح من أي طرف”.