صدى الشعب – قتل 12 من أنصار الزعيم الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، في المنطقة الخضراء ببغداد وأصيب 160 بجروح، وفق ما أفادت مصادر طبية، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الصدر اعتزاله نهائيا العمل السياسي.
وأصدرت القيادة العسكرية العراقية قرارا بفرض حظر تجول في عموم البلاد، فيما ذكرت وكالة الأنباء العراقية، في وقت لاحق من مساء الإثنين، أن الصدر بدأ إضرابا عن الطعام “حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح”.
قذائف هاون
وأفاد مصدر أمني عراقي بأن سبع قذائف هاون على الأقل سقطت، مساء الإثنين، في المنطقة الخضراء، وتعذر على المصدر، الذي لم يشأ كشف هويته، الإدلاء بحصيلة حتى الآن. كذلك، لم تعرف الجهة التي تقف وراء إطلاق القذائف. وسمع إطلاق نار من أسلحة رشاشة مصدره المنطقة الخضراء.
تحقيق عاجل
ومساء الإثنين، دعا رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي القائد العام للقوات المسلحة، إلى فتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء ومصادر إطلاق النار وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون.
وشدد الكاظمي في بيان صحافي على “منع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، أو عسكري، أو مسلح منعاً باتاً والتزام الوزارات والهيئات والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها” .
وأكد “أن قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية وعلى المواطنين الالتزام بالتعليمات الأمنية، وقرار حظر التجوال”.
وفي وقت سابق الإثنين، ترأس الكاظمي اجتماعاً طارئاً للقيادات الأمنية بمقر العمليات المشتركة، لمناقشة الأحداث، ودعا إلى “حماية أرواح المتظاهرين، والحفاظ أيضا على الممتلكات العامة والخاصة، ومنع التجاوز على المؤسسات الحكومية من قبل أي طرف كان”، وفق بيان.
كما دعا الكاظمي المتظاهرين إلى “الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء، وعدم إرباك الوضع العام في البلاد، وتعريض السلم المجتمعي إلى الخطر”.
وأصدر قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، أمراً بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
من جهته، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي جميع الأطراف في العراق لإطفاء نار الفتنة والتوصل إلى تفاهمات لحفظ وصون سيادة الوطن واستقراره، وحمايته من الانزلاق إلى تصادم يخسر فيه الجميع.
وقال في بيان صحافي “إن ما آل إليه الوضع هذا اليوم ينذر بخطر كبير، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه أو تركه يتصاعد دون تدخلٍ من العقلاء والمؤثرين من زعامات دينية وسياسية وعشائرية واجتماعية، تدفع باتجاه التهدئة وضبط النفس، وتحذر من الفوضى وإراقة دماء العراقيين الأبرياء عبر استخدام السلاح من أي طرف”.
صالح يحثّ المتظاهرين على الانسحاب
ودعا رئيس الجمهورية برهم صالح المتظاهرين الى الانسحاب من المؤسسات الرسمية. وقال في بيان إن “الظرف العصيب الذي يمر ببلدنا يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد، وضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها”.
وأضاف أن “التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً مع الالتزام بالقوانين وحفظ الأمن العام، ولكن تعطيل مؤسسات الدولة أمر خطير يضع البلد ومصالح المواطنين أمام مخاطر جسيمة”.
الكاظمي طلب من الصدر التدخل
وطالب الكاظمي، زعيم التيار الصدري، بدعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية. وقال في بيان “إننا إذ نؤكد أن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعد عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية، فإننا ندعو السيد مقتدى الصدر الذي لطالما دعم الدولة وأكد الحرص على هيبتها واحترام القوى الأمنية للمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية”.
وأوضح الكاظمي أن “تمادي الخلاف السياسي ليصل إلى لحظة الإضرار بكل مؤسسات الدولة لا يخدم مقدرات الشعب العراقي، وتطلعاته، ومستقبله، ووحدة أراضيه”.
في السياق ذاته، دعا رئيس ائتلاف “النصر”، حيدر العبادي، إلى التهدئة وضبط النفس و”عدم الانجرار خلف الفتن”.
الإطار التنسيقي يدعو للحوار
دعا الإطار التنسيقي في العراق، التيار الصدري، للعودة إلى طاولة الحوار والعمل من أجل الوصول إلى تفاهمات مشتركة.
وقال الإطار في بيان إن “العراقيين جميعا يتابعون بقلق بالغ تطورات الأحداث الخاصة بتظاهرات الإخوة في التيار الصدري واعتصاماتهم داخل مجلس النواب، وعدد من الدوائر الحكومية”.
ولفت إلى أن هذه الأحداث “وصلت إلى مهاجمةِ عناوين الدولة المختلفة، بما فيها مجلس القضاء والقصر الحكومي ومقر مجلس الوزراء وغيره، وتعطيل ومهاجمة مؤسسات الدولة في محافظات الوسط والجنوب”.
وأكد الإطار التنسيقي وقوفه مع الدولة ومؤسساتها، داعيا “جميع الفعاليات، دينيةً وسياسيةً واجتماعية، إلى التدخل والمبادرة من أجل درء الفتنة وتغليب لغة العقل والحوار، وتجنيب البلد مزيداً من الفوضى وإراقة الدماء”.
وطالب بـ”تحميل المسؤولية لكل من يساهم بتوتير الأجواء والدفع نحو التصعيد”؛ كما دعا إلى “وضع حلول عملية وواقعية تعتمد الدستور والقانون ولغة الحوار، أساسا للوصول إلى نتائج حاسمة وسريعة لإيقاف معاناة الناس”.
إيران توصي مواطنيها بعدم السفر إلى العراق
أوصت وزارة الداخلية الإيرانية مواطنيها بعدم زيارة العراق حتى إشعار آخر، على خلفية التظاهرات، وقالت الداخلية في بيان “نطلب من المواطنين عدم التوجه إلى العراق حتى إشعار آخر حرصا على سلامتهم بالنظر للوضع الأمني في هذا البلد”.
وأشارت إلى أنها تعمل على “عودة الزوار الإيرانيين المتواجدين في النجف وكربلاء مع ضمان سلامتهم”، كما طلبت السفارة الإيرانية في العراق من رعاياها عدم التوجه إلى بغداد والكاظمية وسامراء حتى إشعار آخر بسبب فرض قوانين فرض التجوال في العاصمة العراقية.
الكويت تدعو مواطنيها إلى المغادرة
ذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن سفارة الكويت في العراق حثت مواطنيها على مغادرة البلاد، وطلبت السفارة من الكويتيين الراغبين في السفر للعراق تأجيل رحلاتهم.
البعثة الأممية: بقاء الدولة على المحك
من جهتها، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، المتظاهرين، إلى إخلاء المباني والمؤسسات الحكومية ومغادرة “المنطقة الخضراء”، مشددة على ضرورة “التهدئة وعدم الانجرار لتطورات يصعب إيقافها”.
وقالت البعثة في بيان صحافي إن “تطورات اليوم تصعيد خطير للغاية، يجب أن تعمل مؤسسات الدولة دون عوائق لخدمة الشعب العراقي في جميع الظروف وفي جميع الأوقات، وسيتبين الآن أن احترام النظام الدستوري أمر حيوي”.
وحثت البعثة “الجميع على التحلي بالسلام والتعاون مع قوات الأمن والامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى سلسلة من الأحداث لا يمكن وقفها”.
ودعت جميع الأطراف السياسية إلى “العمل على تهدئة التوترات واللجوء إلى الحوار باعتباره الوسيلة الوحيدة لحل الخلافات، إذ لا يمكن أن يكون العراقيون رهينة وضع لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تحمله، إن بقاء الدولة ذاته على المحك”.
واشنطن قلقة
عبّرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد عن قلقها من تصاعد التوتر في البلاد. وذكرت في بيان صحافي أن “تقارير الاضطرابات في جميع أنحاء العراق اليوم مثيرة للقلق حيث لا تسمح للمؤسسات العراقية بالعمل، تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء تصاعد التوترات وتحث جميع الأطراف على أن تظل سلمية وأن تمتنع عن القيام بأعمال يمكن أن تؤدي إلى دوامة من العنف”.
ورأت أنه “لا ينبغي تعريض أمن العراق واستقراره وسيادته للخطر. حان الوقت الآن للحوار لحل الخلافات، وليس من خلال المواجهة”.
وأضاف البيان “يُعد الحق في الاحتجاج العام السلمي عنصرا أساسيا في جميع الديمقراطيات، ولكن يجب على المتظاهرين أيضاً احترام مؤسسات وممتلكات الحكومة العراقية، التي تنتمي إلى الشعب العراقي وتخدمه ويجب السماح للمؤسسات بممارسة عملها”.
https://twitter.com/ahmed_IQ_yahoo/status/1564227340045008899?s=20&t=633NjmidrAfEGiSBfZqOdg
🛑الممر الى غرفة نوم الرئيس العراقي برهم صالح سالك للصدرين بعد فراره الى السليمانية #المنطقة_الخضراء #العراق #بغداد pic.twitter.com/vxm9SfZUfA
— سفيان السامرائي (@SufianSamarrai) August 29, 2022
انصار التيار الصدري يصعدون في #البصرة تزاماً مع متظاهري #بغداد pic.twitter.com/rHknmfWd22
— Sa'ed Al Dulaime (@saeed_aldulaime) August 29, 2022
سقط الحُسين مُمزقاً كيّ تفهموا إنَّ السكوت على الطُغاة محرم !
سيد الشهداء لو كان حياً لكان اول الناس خروجاً على الباطل والظلم ❤️
اخرجوا وساندوا اخوتكم في الخضراء#كسر_حظر_التجوال#المنطقة_الخضراء #بغداد #العراق pic.twitter.com/Y3lvzutsMe— الزعيم العراقي (@HZSPbHTfuU2PYlO) August 29, 2022