كتبت – هند السليم – تشهد المملكة كل يوم أحداث متتابعة للقبض على قاتل أو سارق أو فاسد أو….، وتنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية العديد من الفيديوهات المصورة للقوات الأمنية في عمليات القبض والمداهمات، وما تتلوها من تصريحات ومستجدات؛ مما يوقظ داخل كل أردني الفزعة والشهامة والعزة!!
نعم نفرح لأننا لـ”لحظات” إعلان الخبر نستعيد الحس الوطني من جديد بعد تجرع أبر تخدير منذ فترات طويلة تزامناً مع الأزمات التي يمر بها وطننا الحبيب.
أما لو أردنا التفكير بما يلي عمليات القبض على المجرمين الزعران وفارضي الاتاوات والمطلوبين؛ فنجد أنه من المفروض الآن إصدار أوامر بإلقاء القبض على معاليه وسعادته وعطوفته، الذين هم السبب بوجود هؤولاء.
المسؤلين الذين استغلوا واستخدموا الزعران كوسيلة لمصالحهم الشخصية، المسؤلين الذين نهبوا الوطن ومقدراته ولم يفكروا بمصلحة الوطن في إنشاء مراكز اصلاح وتأهيل لكل مجرم يهدد أمن الشعب والوطن.
المسؤلين وبعض النواب وأصحاب القرار الذين يقوموا على تحوير القوانين وتخفيف العقوبات؛ فنحن بحاجة للعودة إلى سنن الإسلام وكتابنا العزيز “القرآن” الذي نص لكل جريمة عقاب.
المسؤلين الذين قاموا بتعيين موظفين من باب المحسوبية والواسطة، واستبعدوا منح فرص لهؤلاء الشباب من التعليم والعمل، المسؤلين الذين لم يخطر ببالهم لـ”لحظة” بخير البلد وأهله.
نحن جميعاً ضد المجرمين الزعران والمطلوبين؛ لكن، لأن ظروفهم وعدم متابعتهم واستغلالهم هو السبب بمواصلة أعمالهم، ولأن ظروف الحياة تزداد صعوبة مع كل إرتفاع بالأسعار وغلاء المعيشة ومحاربة المواطن بلقمة عيشه.
نوجه مطلب للحكومة بألا تتجاهل الخطوة الثانية وهي محاسبة من كان يدعمهم، وأيضاً العمل على تعديل القانون الخاص بهذه الفئة وعقوباتهم لردعهم عما هم عليه.
لو عدنا قليلاً لفترة سابقة – ليست بقصيرة “سنة ونصف تقريباً” – نجد أن ردة الفعل لدى الشعب الأردني عند صدور أول أمر دفاع بسبب “كذبة كورونا” هي تماماً كفرحتنا بعمليات القبض على المطلوبين كل يوم، فلم تطل فرحتنا بأمر الدفاع الأول والثاني حتى حل الأمر الثالث إلا وكنا قد استيقظنا على كذبة “ويا فرحة ما تمت”.
وما يتداول عبر مواقع التواصل من عبارات فرح كـ “الأمن ينظف البلد”، لن ولم ينظف الوطن من الفساد إلا بالقضاء على العامل الرئيسي لهذه الظواهر الاجتماعية التي تعمل على زعزعة الأمن والأمان، وهدم بناء المجتمع بتفشي الجرائم، بالمحصلة هناك (زعران دولة) بمناصب رفيعة يجب القضاء على دورهم لتنظيف الوطن فعلاً ودوام الفرح على شعبه.
الوطن بحاجة منا لفكر منطقي سليم جديد سوي، فالمواطنة الحقيقية تكمن في العدالة، و اجتثاث الفساد، والعمل على إصلاح ما فسد في أردننا.
ونظراً للجهود الكبيرة التي لمسها المواطن الأردني بما قدمه نشامى الأجهزة الأمنية والدرك بالحفاظ على أمن الوطن وأهله، وصون كرامة المواطن الأردني في وطننا الحبيب الغالي؛ لا يسعنا إلا أن نهديهم بطاقة اعتزاز وشكر وامتنان لجهودهم العظيمة …. أدام عليكم الله القوة والثبات وحفظكم من كل مكروه.
الوطن على حافة الهاوية ويحتاج لخطط إنقاذ سريعة … حفظ الله وطني من كل شر