كتب. عامر الشوبكي / باحث اقتصادي متخصص في شؤون الطاقة – العرب يسيطرون على ربع انتاج النفط في العالم و اكثر من 40% من صادراته ، 16.5% منها من السعودية، وتسيطر قطر على 22% من صادرات الغاز المسال العالمية و الجزائر 4% عدا غاز الانابيب.
الردع النووي يحد من احتمال الصدام العسكري بين الولايات المتحدة واوروبا من جهة وروسيا او الصين من جهة اخرى.
والواضح اليوم أن الحرب الاقتصادية العالمية الاولى قد بدأت بالفعل، والمعادلة الصعبة في اعادة رسم التحالفات الاقتصادية والقوى العالمية على اساس سياسي يكمن في الطاقة، ومن يملك الغاز والنفط الان يسيطر على العالم، من جهة الطاقة هي مصدر دخل روسيا الرئيسي، و من جهة اخرى هي محرك اقتصاد الصين واوروبا، وارتفاع اسعار الطاقة يهدد بقاء الحكومات الديمقراطية سواء في اوروبا او في الولايات المتحدة، والواقع ان اوروبا اتخذت قرارها الاستراتيجي في الابتعاد بدون رجعة عن الطاقة الروسية، واوروبا والصين وكوريا الجنوبية واليابان والهند متعطشون للطاقة ويتنافسون للحصول عليها.
والولايات المتحدة تحاول في خضم هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، جمع الخيوط بيدها لانهاك اعدائها وضمان استمرارها كقطب اوحد، وزيارة بايدن الى المنطقة تصب في هذا المضمار.
والخيوط التي يبحث عنها بايدن يملك العرب معظمها ولديهم الفرصة في حسن التصرف ومراعاة مصالحهم، عبر توحيد جهودهم ومطالبهم وفرض شروطهم على الساحة الدولية، واقل المطلوب الان توحيد كلمة الدول العربية المصدرة للنفط والغاز، وقد تكون فرصة العرب الاخيرة لان العالم المتقدم لا محال سينهي حاجته من الطاقة الاحفورية مع نهاية القرن الحالي ان لم يكن في منتصفه او قبل ذلك.
فيكفي الدول العربية منذ استقلالها في القرن الماضي وهي تكافح فرادى لتضع اقدامها بين الامم، والنتيجة معاناة تصل الى الفشل الذريع في لبنان وتونس وسوريا واليمن والسودان وليبيا والعراق، وجميع العرب يستوردون معظم حاجتهم من الغذاء والسلاح والصناعة والتكنلوجيا، بخلاف الولايات المتحدة واوروبا او المستأسدون الجدد الصين وروسيا.
اخيراً لنعلم ان تاريخ تعامل الولايات المتحدة مع العرب غير منصف، واستراتيجياً الادارات الامريكية المتعاقبة لم تكن جزءاً من الحل في المنطقة العربية، بقدر ما هي جزء من المشكله، تمثل بدعم احتلال فلسطين، و السعي لميل كفة ميزان القوة لصالح اسرائيل، ومن الغفلة الاعتقاد ان روسيا او الصين تبتعد كثيراً عن المنطق الامريكي اذا لم تكن أسوأ، فالمصالح تحكم الجميع بحجم التأثير، والمصلحة العربية اذا اردناها كاملة ومنتجة ومستدامة يجب ان تكون موحدة.