صدى الشعب – حادثة أليمة هزت الشارع اليمني خلال الأيام الماضية بعد أن أقدم شاب على إحراق نفسه بعد أن تقطعت به السبل في استرداد مستحقاته المالية من أحد البنوك في العاصمة صنعاء.
في التفاصيل أضرم الخطاط محمد عدنان نعمان، وهو من أهالي محافظة تعز، النار في جسده، في السابع من الشهر الجاري، داخل مبنى الإدارة العامة لبنك شهير في صنعاء، بسبب تلاعب المسؤولين بمستحقاته المالية ورفضهم الإيفاء بدفعها له.
وقال أحد أقارب الضحية، ويدعى عبدالجبار نعمان، إنه تم تأجيل سداد تلك المستحقات منذ أكثر من عام، لافتاً إلى أنها أتعاب خاصة وأجور عمل مقابل لوحات إعلانية نفذها الخطاط لصالح فروع البنك في عدة محافظات، بينها الحديدة وتعز وصنعاء.
كما أوضح أنه بعد أن أنهى الخطاط عمله وفق البنود التي تضمنها العقد، امتنع البنك عن سداد مستحقات الضحية والمقدرة بـ11 مليون ريال يمني، تحت مبررات واهية، ما دفع محمد للمطالبة بصرفها لفترة تجاوزت العام.
غير أنه نتيجة لتعنت البنك والضغوط التي تعرض لها محمد من قبل الموردين، قام بإحراق نفسه، وأصيب بجواره أحد الموظفين العاملين في البنك أثناء محاولته إنقاذه، وفق عبد الجبار. بدوره، كشف أقارب محمد أن الحادثة وقعت يوم الخميس الماضي، في تمام الساعة 12ظهراً، وذلك بعد أن طفح به الكيل.
وأكدوا أن الخطاط كان يملك عقداً رسمياً وقع عليه مدير الموارد البشرية والتجهيزات بالبنك. ورغم أن محمد أنجز مهامه بالكامل، غير أن المدير المذكور رفض سداد مستحقاته.
فما كان من محمد إلا أن لجأ للإدارة العامة يوم 7 يوليو في محاولة منه لتأمين مصاريف العيد على الأقل. لكنهم رفضوا ذلك، ما أثار استياءه وغضبه، فقام بصب البنزين على نفسه وأضرم النار بجسده أمام أنظار الجميع في المبنى الرئيسي بالبنك، حسب أقاربه.
فيما أكد شهود عيان، أن أحد موظفي البنك حاول إنقاذ محمد لكن النار امتدت إليه أيضاً، فتم إسعافهما إلى أحد المستشفيات، إلا أن محمد توفي بعدها متأثراً بإصابات بليغة. كذلك لفتوا إلى أن الخطاط كان يملك مستندات توثق حقوقه المالية.