كتب. عمر ضمرة – في الوقت الذي كان ينتظر فيه الشعب الأردني الأبي أن يصدر عن مجلس النواب الأردني، الذي يعتبر صوت وضمير الشعب، بياناً لادانة مشاركة الوزير والنائب السابق محمد نوح القضاة في مسجد بالامارات واستماعه لخطبة الحاخام الصهيوني إيلي عبادي، خرج البرلمان والنواب الأكارم ببيان يدين إساءات مسؤول مغمور في الحزب الحاكم الهندي بحق النبي الكريم …!!!
لقد أساء القضاة للمسلمين وللعرب ولوطنية الأردنيين بشكل خاص، كما أساء للقيادة الهاشمية المتمثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني صاحب الوصاية الشرعية والتاريخية والدينية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، الذي لا يدخر جهداً، وفي كافة المواقف والمحافل الدولية، في سبيل دعم حق تقرير الشعب الفلسطيني الحر في اقامة دولته الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف.
كان الأجدر بمجلس النواب الموقر ادانة مشاركة القضاة في مسجد بالامارات واستماعه لخطبة الحاخام الصهيوني إيلي عبادي المتطرف، الذي يعتبر الداعم الرئيسي لاقامة المستوطنات الصهيونية وتهويد القدس وتغيير معالمها التاريخية وتغيير وضعها القانوني، التي استفزت مشاعر الأردنيين، الذين تربوا على مبادىء الثورة العربية الكبرى ومعاني القومية العربية، حيث اعتبر معظم المواطنين الأردنيين ان هذه المشاركة خدمة للصهاينة الذين يواصلون الانتهاكات والاعتداءات اليومية على الفلسطينيين “مسلمين ومسيحيين”، وأماكن عباداتهم المقدسة.
لقد أصدر القضاة بياناً لتبرير مشاركته المستنكرة، اعتبره الأردنيون، عذراً أقبح من ذنب، حيث جاء في البيان: “ان العالم يتطلع باعجاب وتقدير إلى دور دولة الإمارات العربية المتحدة في مد جسور التعاون وإشاعة ثقافة التسامح بما يعود بالنفع على الناس جميعًا….!!؟؟
ترى أي نفع عاد على المسلمين والمسيحيين، غير الاعتداءات والوحشية الصهيونية المتواصلة والمتجذرة ..!!!
أي تسامح مع قطعان المستوطنين، المدعومين بجيش الاحتلال الصهيوني، الذين اقتحموا المسجد الأقصى بهمجية لم يعهدها التاريخ، واقتحموا الأقصى والكنائس ببساطيرهم، وقتلوا ونكلوا، حتى أن الصحفيين لم يسلموا من غدرهم وبطشهم المستوطن في دمائهم، فاغتيال الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة وهي تقوم بنقل أحداث اقتحام مخيم جنين، لم يغب عن الأذهان، وتربتها لم تجف بعد، كما ان مشهد الاعتداء على جنازتها، الذي جوبه بادانة واستنكار من قبل دول العالم قاطبة، وحتى الدول الغربية الداعمة للكيان، ما زال ماثلاً في أذهاننا.
وجاء في بيان القضاة : “ان العالم العربي والإسلامي ينظر بفخر واعتزاز إلى قيادتنا الهاشمية ودورها في الحفاظ على حق الأمة في مقدساتها، وفي الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى شجاعة المرابطين في المسجد الأقصى في تثبيت هذا الحق وصد محاولات الاعتداء عليه”.
طبعا العالم ينظر بفخر واعتزاز الى قيادتنا الهاشمية ودورها التاريخي في الوصاية على المقدسات الاسمية والمسيحية، الا أنك بمشاركة هذا الحاخام والاستماع الى خطبته، وأنت تدرك تماماً خلفيته قد أسأت ” القضاة “، الى جلالة الملك عبد الله الثاني وجهوده في الدفاع عن المقدسات، وأسأت الى مشاعر الأردنيين.
في الوقت الذي كان القضاة يستمع الى خطبة الحاخام الصهيوني، كانت بساطير الصهاينة تدنس القدس الشريف، بمقدساتها الاسلامية والمسيحية، اذ يتعين على مجلس النواب الأردني اصدار بيان عاجل يدين فيه مشاركة القضاة في مسجد بالامارات والاصغاء لخطبة حاخام صهيوني عن التسامح، بينما جيش الكيان الصهيوني وقطعانه من المستوطنين، يسعون الى تهويد القدس وكل شبر في فلسطين المحتلة.