** الداوود: اتحاد الكتاب قادر على تقديم ما هو أكثر لو توجهنا نحو العضو بشكل أكبر.
** الداوود دعا إلى عدم يأس المبدع والبقاء من أجل الثقافة.
** ما زلنا نستمتع برائحة الكتاب قبل قراءته، فهذه العلاقة الجاذبة بين القارئ والكتاب لن تختفي بسهولة.
** العلاقة بين الاتحاد ووزارة الثقافية تشاركية والتعاون وثيق، ولا بد من ايجاد الاستقرار المعيشي للكاتب كي يبدع.
صدى الشعب- هند السليم
كاتب وصحفي خط طريقه بهدوء إلى عالم الأدب والثقافة منذ بداية التسعينات واتجه إلى الإعلام كهواية عشقها منذ الصغر، اعتمد على ذاته في كثير من الأمور ولم يسع للقفز بل سار وفق رؤى واضحة وثابتة، وعمل في حقل الصحافة وتبوأ مناصب فيها، وأصدر ثلاث إصدارات في مجال القصة القصيرة والنثر.
هو عضو اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين وعضو في منتدى البيت العربي الثقافي وتولى في فترة سابقة رئاسة اللجنة الثقافية في نقابة الصحفيين لدورتين انتخابيتين؛ ويؤمن بأن الإنجازات هي من تتحدث عن الأشخاص قبل أن يتحدث الأشخاص عن أنفسهم، ومن هنا ونحن على أعتاب إجراء انتخابات مبكرة لاتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين، يوم السبت القادم، وقد ترشح ضيفنا لرئاسة الاتحاد إلى جانب زملاء آخرين فقد استضفناه لنستمع إليه وإلى أفكاره فكان اللقاء الآتي:
• ما هي المهام الملقاة على عاتق رئيس اتحاد الكتاب بشكل عام؟ وما هو التحدي الأول لو كتب لكم الفوز بمنصب رئيس اتحاد؟
منصب رئيس الاتحاد ليس منصب تشريفي إنما هو تكليف للقيام بمهام في غاية الأهمية، فرئيس الاتحاد يتولى مسؤولية المئات من الأعضاء من أدباء وكتاب في شتى الحقول وألوان العلم والمعرفة والشعر والرواية والقصة وغيرها، وعلى رئيس الاتحاد أن يكون قادر على التعامل بسواسية مع الجميع وأن يقف على مسافة واحدة منهم جميعا وأن يدعم كل إبداع لهم، ضمن الإمكانيات المتاحة والمتوفرة، لأن الاتحاد له طموحات كبيرة في خلق أجواء طيبة للإبداع وتبني كل الأفكار، مع وجود الأزمة المالية بشكل عام، فالدعم المتوفر للاتحاد لا يكفي تحقيق كل تلك الطموحات، إنما نسعى إلى توفير أكبر قدر ممكن من ذلك الطموح.
ورئيس الاتحاد له مهام محددة موجودة في النظام الداخلي تتلخص في إدارة الهيئة الإدارية ضمن العمل الجماعي وضمن الفريق؛ وعليه أن يمثل الأعضاء خير تمثيل في كل مكان يتواجد فيه.
ومن أهم الأولويات التي لا بد من القيام بها تعديل النظام الداخلي، وإصدار عدد جديد من مجلة الكاتب الأردني التي تأخر إصدارها، وإنشاء موقع الكتروني حديث للاتحاد ليكون مرآة عاكسة لكل الأعضاء ولنشاطات الاتحاد، ولدي برنامج انتخابي مع كتلتي يتكون من 22 بندا، نحن قادرون بإذن الله على تطبيق معظمه في فترة زمنية معقولة ستحقق للاتحاد نقلة نوعية.
• هناك من يتحدث عن خلل في مواد النظام الداخلي للاتحاد، فهل هذا صحيح؟
لا أريد أن أقول خلل كبير لكن أستطيع القول أن هناك تناقضات في بعض المواد وبعض الخلل في بنية بعض المواد أو صياغتها، بعضها مطاط وبعضها ناقص يحتاج إلى تعديل، وهذا النظام الداخلي وتعديلاته الأخيرة عام 2016 جاءت على عجل ولم تستوفي النقاش المفروض أن يتم، من هنا فإن من أولى الأولويات إعادة النظر بالنظام الداخلي ككل وتعديل كل ما يمكن تعديله بما يتوافق مع نظام الجمعيات وتعديلاته، وبما يتناسب مع المتغيرات المتسارعة في عالم الأدب وعالم الكتاب والتكنولوجيا، والاتحاد يستحق نظاما داخليا متطورا عصريا.
• برأيك كيف تصف علاقة اتحاد الكتاب بوزارة الثقافة الأردنية؟
علاقة الاتحاد بوزارة الثقافة يجب أن تكون تكاملية وفيها كل التعاون والتشارك، فالوزارة هي الغطاء والمرجعية، وفيها مختصون من كل جانب سواء على الصعيد القانوني أو المعرفي أو التنظيمي، وبالتالي فقد كان الاتحاد منذ نشأته على صلة وثيقة مع الوزارة، والوزارة كانت دائما تقدر عمل الاتحاد وتقف إلى جانبه وهذا ما أكده جميع وزراء الثقافة الذين زاروا الاتحاد أو زارتهم الهيئات الإدارية المتعاقبة، وكذلك كافة المسؤولين في إدارات الوزارة، لكننا في الاتحاد نتطلع إلى مزيد من التعاون ومزيد من التشارك لأن الهم الثقافي لا يقع عل كاهل الوزارة وحدها بل على الهيئات الثقافية المختلفة تحمل جزءا من هذا العبء واتحاد الكتاب جزء من الهيئات الثقافية في هذا البلد الطيب.
• وهذا يقودنا إلى سؤال آخر عن علاقة اتحاد الكتاب برابطة الكتاب؟
هذا سؤال نتعرض له كثيرا، لكني أختصر ذلك بالقول أن رابطة الكتاب واتحاد الكتاب هما جسمان ثقافيان في الأردن لهما دور كبير في رعاية الأدباء والكتاب وتقديم ما يلزم هذه الفئة المبدعة من أجل الثقافة ومن أجل الإبداع، ولكل دور يقوم فيه، بل أن الكثير الكثير من أعضاء الرابطة والاتحاد تجمعهم علاقات وطيدة ويلتقون في الكثير من الفعاليات الثقافية في مختلف محافظات المملكة، ونتطلع دائما إلى مزيد من التعاون بيننا من أجل الثقافة، ذلك لأننا نؤمن بأن الثقافة ليست محلات تجارية تتنافس فيما بينها إنما هي مراكز إشعاع وريادة تتعاون من أجل هدف أسمى.
وربما هناك فرق بسيط بين الرابطة والاتحاد فكما نعلم أن الربطة تقبل الأدباء كالشعراء والقاصين والناثرين والروائيين ومن يكتبون في حقل الآداب، لكن الاتحاد يضيف إلى هؤلاء الكتاب العلميين والباحثين بشرط أن لا تكون كتاباتهم وأبحاثهم رسائل ماجستير ودكتوراه فتلك مواد أكاديمية مكانها الجامعات.
• من الواضح أن هناك صراع قوي بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني؛ فمتى سينتهي هذا الصراع؟ وما دور اتحاد الكتاب بهذه المسألة؟
لا أعتقد أن المسألة مسألة صراع إنما هي ما يفرضه الزمن وتطور الحياة، وأصبح الكتاب بين يدي القراء الكترونيا لكنني أعتقد أن الكتاب الورقي ما زال له رونقه وجاذبيته، وما زلنا نستمتع برائحة الكتاب قبل قراءته، فهذه العلاقة الجاذبة بين القارئ والكتاب لن تختفي بسهولة، نعم التكنولوجيا وفرت للقارئ الفرصة لاقتناء الكتاب في أي وقت، وهذا يتطلب من المبدع أو الكاتب اللحاق بالركب وعدم الاكتفاء بالكتاب الورقي حتى تتوفر أفكاره بين الجمهور بشكل أوسع، وعلينا أن ندرك بأننا في زمن كثر فيه الغث والسمين على حساب المفيد، والسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت كل من كتب كلمتين يعتقد أنه أصبح المتنبي أو العقاد بل أن بعضهم قد يستاء منك إذا صححت له كلمة، فهذا جعل الساحة تمتلئ بمن ليسوا أهلا للأدب ولا للثقافة.
• وما دور الاتحاد ولجنة العضوية في التصدي لهذه الظاهرة؟
ربما هذه واحدة من التحديات الهامة التي لا بد للاتحاد من التصدي لها من خلال فرض شروط صارمة قبل قبول أي عضو وعدم الاكتفاء بما جاء في النظام الداخلي، وإجراء التعديل اللازم عليه حتى يكون القبول على أسس سليمة وحقيقية.
• ما هي انجازات اتحاد الكتاب الأردنيين؟ وما الجديد في المرحلة القادمة؟
لا يمكننا إنكار كل جهد بذل سابقا فهذا اتحاد عمره 35 عاما وقاده زملاء وأدباء بمستويات مختلفة ومتنوعة وكل منهم قدم شيئا قد نختلف معه وقد نتفق، واستطاع الاتحاد فتح أبوابه للجيل الجديد من الشباب وقدم دعما لهم بأن أتاح لهم الفرصة لاعتلاء المنصة لتقديم ما لديهم، كما أتاح الفرصة لأعضائه تمثيل الاتحاد في المناسبات العديدة وقدم الشعراء على منصات المهرجانات ومنها مهرجان جرش وكذلك قدم الأدباء والكتاب في محاضرات وندوات مختلفة، وأعتقد أن الاتحاد قادر على تقديم ما هو أكثر لو توجهنا نحو العضو بشكل أكبر، ونحن نسعى إلى خلق علاقة وطيدة بين الكاتب وبين اتحاده، وإلى التعامل مع الجميع دون إقصاء أو تهميش، والاستماع إلى كل المقترحات لتطبيق كل ما يمكن تطبيقه وفق الإمكانيات المتاحة والبحث عن دعم لهذا الاتحاد من أجل القيام برسالته الثقافية على أكمل وجه، وإلى التعاون مع كل الهيئات الثقافية في عمان وخارجها، والانفتاح على الجامعات من أجل دعم الشباب وتبني مواهبهم.
• ماهي أهم المعيقات والتحديات التي تواجه اتحاد الكتاب في ظل هموم الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين، إضافة إلى هموم الوطن؟
الكاتب في الأول والأخير هو مواطن وهو موظف وهو متقاعد لأن الإبداع فن وموهبة ولم يكن يوما مهنة صرفة، رغم أنه في بعض الدول تكاد تكون مهنة يقتات منها الأديب، لكننا في العالم العربي وفي الأردن تحديدا فإن الكتابة والإبداع تبقى في إطار الهواية أو الموهبة الخارجة عن سياق المعيشة، ومن هنا فإن الأديب يعاني، حتى أنه قد لا يستطيع تسويق كتابه، فبعد أن يطبع كتابه وينفق عليه لا يجد التسويق الجيد ولا الدعم الجيد، فجهات الدعم قليلة ودور النشر لها شروط صعبة، وكلف الطباعة مرتفعة، ناهيك عن حاجة الأديب إلى الاستقرار الذهني كي يبدع، والأديب صاحب فكر ورسالة وكي ينجز إبداعه لا بد من إيجاد الطرق المناسبة لتوفير هذه الأجواء المستقرة له وهذا ما نسعى إليه مع علمنا بأن هذا لن يتحقق بين يوم وليلة إنما يحتاج إلى بداية السعي الجاد من أجل تحقيق ذلك. بل أن بعض من يملك المال أصبح يطبع الكتب الهزيلة في حين المبدع الحقيقي لا يجد من يطبع له كتابه!
• رسالة من الأديب الصحفي “محمود الداوود” إلى الكتاب والأدباء والمثقفين الأردنيين باختصار!
أنا من أشد المؤمنين بوجود المبدعين في بلدنا الغالي، فنحن لدينا كتابا وقاصين وشعراء وباحثين وفنانين ومسرحيين ومجالات أخرى عديدة في مجالات الثقافة المختلفة، ولدينا القدرة على المنافسة وعلى العطاء، فنحن غالبا نقدم دون النظر إلى المردود، لأن المثقف لو فحصت دمه لوجدته ثقافة A، أو ثقافة 0، أو ثقافة AB وما شابه ذلك، وكل عمل المبدعين بالأردن هو من باب التطوع، وأعتقد أنه آن الأوان كي يعتاش المبدع من إبداعه وأن لا يبقى يعطي تطوعا فقط، والرسالة هنا للمثقفين عدم اليأس، فمن طلب العلا سهر الليالي، والأمم تنهض بفكرها وأدبها، فعلينا البقاء من أجل الثقافة لأن الثقافة تستحق من العناء.