صدى الشعب – من أحمد العربي الفلسطيني إلى موشيه وشلومو ….
اريد ان اتحاور معكم في مجموعه من المواضيع واطرح عليكم بعض الاسئله لعل في ذلك ما يعطي فرصه للغوص في لب الصراع لفهم ما يجري ويدور ما بيننا وبينكم منذ ما يقارب قرن من الزمان وما تخللها من حروب وكوارث.
ألم يخطر ببالكم لماذا قدموا اجدادكم وابائكم من كافة ارجاء المعمورة من أوكرانيا وروسيا وبولندا والمانيا والنمسا هل فعلا لأنهم يهود بالديانه توجب عليهم العقيده وتعاليم التوراه والتلمود ان يبيدوا شعب قائم ويحلوا محله.
ام كان قدومهم لأسباب وطنيه نابعه من قوميه تاريخيه مفقوده وجدت ضالتها هنا ام انها لمخططات صهيونيه بالتحالف مع الامبرياليه الرأسماليه لاجندات ومصالح دول بعينها.
هل فعلا تركوا النعيم والحضاره الغربيه بكل مغرياتها ليجاوروا شعوبا متخلفه متوحشه لا تربطكم بهم اي رابط عقدي او عرقي او تاريخي.
وكيف جمعتم شتاتكم بكل الألوان والاعراق من اسود أفريقي إلى اشقر اوروبي إلى اسمر يمني هل هو العرق والجنس الواحد ام الاعتقاد الديني المشوه وكيف تساوت عندكم خلط المفاهيم العرقيه المتباعده والبستموها يهودية الديانه وشكلتم ما يسمى دولتكم.
وإذا كان الجواب لناحيه دينيه بحته فأنتم اذا أصحاب رساله سماويه توجب عليكم نشرها في ارجاء المعمورة لتبليغ دعوه دينيه كما الرسالات السماويه مثل المسيحيه أو الإسلام الذي أصبح يديون بدينهم المليارات من البشر في كل صقاع الأرض.
وإذا كنتم انتم أصحاب رساله سماويه بل وأقدم رساله نزلت قبل المسيحيه والاسلام بمئات السنين ألم يكن من المفروض ان يكون اتباع الدين اليهودي بالمليارات من البشر بدل من أن تكونوا بضعة ملايين مبعثرين في كافة ارجاء المعمورة.
وهذا ما وضعكم في عزله بين الأمم وكنتم دوما تعيشون في عزله مجتمعيه في جيتوهات في المجتمعات التي كنتم ترتحلون إليها وكنتم تواجهون الصعاب في الاندماج والتعايش السلمي والانخراط الإيجابي أينما حللتم بل كنتم دوما عوامل هدم وتخريب وتفرقه وخلق أزمات من خلال ادواتكم التي تجيدون امتلاكها الا وهو المال والنفوذ ظنا منكم بأن هذه الوسائل والطرق تجعلكم في مأمن من المجتمعات التي تكونوا طارئين عليها وهذا الأسلوب من التحايل في الدخول والتدخل في المجتمعات التي انخرطتم فيها كان سببا فيما آلة اليه احوالكم و دفعتم ثمنه عبر قرون طويله في عهد الرومان والفرس وفي عهد الدوله البيزنطيه وفي جزيرة العرب وما حل بكم في عهد محاكم التفتيش واخيرا وخلال وجودكم في أوروبا حديثا وما حل بكم هناك الستم انتم من حَمَّلتكم أوروبا كلها اسباب الحرب العالمية الأولى والثانيه ورمت بكم إلى ما يسمى أرض الميعاد لا حبا بكم بقدر ما هو الخلاص من وجودكم الذي بات عبئا عليهم وانتم تذكرون ماذا كانوا ينعتونكم في أوروبا وبأوصاف انتم تعرفونها.
ألم تقرؤا التاريخ جيدا ام ان حكامكم وحاخاماتكم يخفون عنكم وجهه التاريخ الحقيقي لكم
من احتضنكم يوما من بطش الاسبان في الأندلس إبان محاكم التفتيش ألم تكن الدوله الاسلاميه في المغرب هي التي رحبت بكم وآوتكم.
هل سألتم أنفسكم يوما لماذا لم تفلحوا في أن تكونوا قوميه راسخه في بقعه جغرافيه معينه عبر هذا التاريخ الطويل من وجودكم على هذه الأرض كباقي الأمم.
انتم تبحثون عبثا عن آثار تعود إليكم على مدى عقود في فلسطين لعلكم تجدوا ما يثبت انكم فعلا قطنتم هذه البلاد وأسستم حكما فيها او استقر بكم المقام فيها ألم تسمعوا ما قال علماء التاريخ والآثار واشهرهم إسرائيل فلخشتاين فلتعودوا لما كتبوا وتدركوا الحقيقه.
انكم عابرون كما قال درويش عابرون في كلام عابر دوما عبر العصور كما البدو الرحل لا ثبات لكم حكما وسكنا واستقرارا وازدهار في اي بقعه في العالم عبر التاريخ كما الاغريق والفراعنه والفرس والرومان والعرب ألم تسألوا انفسكم هذا السؤال؟ لأن هذه لعنة رب العالمين عليكم من بعد النبي موسى وتحريفكم لتعاليم التوراه وخيانتكم للعهد لأنكم لستم أصحاب عهود ولا مواثيق لا مع الرب ولا مع عباد الرب.
ما هو الرابط الذي يربط البولندي او الاوكراني او الروسي ذوي البشره البيضاء والعيون الزرقاء والشعر الأشقر بفلسطين وأرض فلسطين ومن أي له هذه الجذور هنا هل لأنه يهودي من حيث المعتقد او اسرائيلي من حيث القوميه.
لنفترض وبطريقه أخرى….
هل إذا اعتنق الهندي او الماليزي الإسلام يحق للعرب ان يحكموهم لأنهم أهل الرساله ولأن النبي من أصول عربيه يحق للعرب ان يحكموا ويتحكموا بكل من دان بالاسلام لأنهم أصحاب الرساله وأهلها
هل من الضروري ان يجتمع كل المسلمين ولو عنوة في جزيرة العرب وتحديدا في مكه لأنها مقدسه لهم وان يتقاسموا الجغرافيا مع سكانها العرب أصحاب الأرض وهل اعتناق الدين يبيح لنا أن نستعبد الناس ونطردهم من اوطانهم بحجة تعاليم الدين ألم يمارس الصليبين نفس تجربتكم هذه وغزو بلادنا ماذا حل بهم ألم تكن فيما حصل لهم عبره ودروس لكم أم ان الغرب إستبدل حملاته الصليبيه بحملات يهوديه في القرن العشرين تدفعون انتم ثمنها.
ان الدين وجد لتنتشر تعاليمه بين البشر لا أن يكون اداة حكم وقمع للشعوب وهذا كان من المفروض ان يستدعي ان يحكم العربي المسلم كل بلد تدخل في دين الإسلام وهذا الحال ينطبق أيضا على الديانه المسيحيه وكيف انها انتشرت في القارات جميعا.
هذه الخرافات التلموذيه وبروتوكولات حكماء صهيون أصبحت تغذي فيكم الحقد والنظره الشوفونيه للشعوب وتغرسه في أطفالكم منذ الصغر لتقول لهم ان من هو غير يهودي هم عبيدا لنا واصفين إياهم بالغويم.
لتفتحوا أعينكم وعقولكم يا شلومو ويا موشيه في فهم الآخر وتقبل الآخر ولتخرجوا انفسكم من مفهومكم التوراتي التلمودي بأنكم شعب الله المختار وان باقي الشعوب هي لخدمتكم بالسخره
ألم يكفيكم 80 عاما من التضليل والكذب بمقولة أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
ماذا وجدتم امامكم حين قدمتم إلى أرض الميعاد حسب زعمكم ألم تجدوا فيها شعبا ألم تجدوا في يافا وحيفا وعكا والقدس مدارس وحدائق ودور سينما ومسارح وزراعه ومعامل وشعب يعشق أرضه
لا بل هل قالوا لكم بأن يهود فلسطين كانوا يتقاسموا لقمة العيش والجيره الطيبه مع شركائهم في الوطن من مسلمين ومسيحيين الذي كانوا يشكلون مجتمع متماسك متحاب يسمى الشعب الفلسطيني كان يحدثني جدي بأنه كان لهم جار يهودي في الرمله كانوا يتبادلون الهدايا والزيارات في الأعياد والمواسم الدينيه لأنهم كانوا يهودا شرقيون حقيقيون لم يسمعوا يوما بأن لهم أقارب من أصول اورربيه ولم يقولوا لنا بأن لهم فروع هناك لكن كانوا يقولون بأن لهم أقارب يهود يعيشون في رغد ورخاء وتآخي في اليمن والعراق والمغرب وتونس ومصر هنا كان الموطن الحقيقي لكم أيها اليهود الحقيقيون لا الصهاينه الاوروبيون ودعاة اليهوديه من الخزر الذين يزعمون بأنهم يهود هل هم يهود حقا ام اعتنقوا اليهوديه ام أُلبِسوا ثوب اليهوديه لتنفيذ مخططات صهيونيه غربيه.
هل سألتم اجدادكم الاوائل الذين لا زال منهم على قيد الحياه كيف غرر بهم وكيف تركوا اموالهم واعمالهم وبيوتهم والنعيم الذي كانوا يتمتعون فيه هناك في المغرب والعراق واليمن حيث كانوا يعيشون عيشة الملوك فيها لأجل اوهام زرعوها في عقولهم وجلبوهم كالقطيع لحتفهم
ألم تكن 80 عاما من عدم الاستقرار والحروب والصراع على خرافه ابتدعوها لكم بأنكم في أرض العسل أرض الأجداد التي سوف تسعدون فيها انتم واحفادكم.
كم من الحروب والضحايا تكفي لكي تنعموا اخيرا بهذا الوعد الكاذب كم من الضحايا والقرابين سوف تقدمون على مذبح الدعايه الصهيونيه.
وهل ستبقى أمريكا وأوروبا داعما لكم للأبد ام سيأتي يوم تكونون فيه لوحدكم في المستنقع العربي بين الوحوش والذئاب كما يحلوا لحكامكم وصفنا نحن العرب.
ام هل نسيتم التاريخ ولم تقرؤوا الجغرافيا بأن هذه البلاد عبر التاريخ بلاد العرب والمسلمين وانكم في المكان والزمان الخطأ ام هل نسيتم من هم العمالقه الكنعانيون العرب.
افيقوا من حلمكم وعودوا إلى رشدكم واخلعوا عنكم قناع الوهم الذي يعشعش في عقولكم
ألم تقرؤا حتى لكتابكم أمثال جدعون ليفي وإسرائيل فلخشتاين واخرون ماذا يقولون بل ماذا قال ملككم نتياهو بأن حلمه وامنيته ان تكمل إسرائيل عامها الثمانين كدوله ولحق به باراك في نفس المقوله.
انتم تسيرون عكس منطق التاريخ فلا هذه ارضكم ولا هنا تكمن احلامكم.
حتى لو طبعت معكم كل حكام العرب وفتحت لكم أبوابها وتضامنت معكم كل دول العالم بضغط من الهيمنه الامريكيه التي حتما إلى زوال كما زالت امبرطوريات كبرى عبر التاريخ وكل ما تملكون من ترسانه ضخمه من الاسلحه بكافة أشكالها وكل ما لديكم من طائرات وصواريخ وبوارج وغواصات ورؤوس نوويه لا تستطيع أن تمنع 3 شبان أعمارهم في العشرين ان يغلقوا عليكم بيوتكم ويتجولون في شوارع تل أبيب بحريه وهم يتسلحون ببلطه او سكينه وربما بندقيه ألم يحدث هذا أمام أعينكم
نحن لسنا غاوين قتل ولا محترفي إجرام نحن ندافع عن وطن لنا عمره 8 الاف عام تَرِكة الأجداد وأمانة الاجيال فلا تختبروا صبرنا فالأيام بيننا والحق سوف يعود لأصحابه مهما طال الزمن.
انكم في اللحظه التاريخيه الحرجه التي يجب عليكم فيها مراجعة حساباتكم ووجودكم لأنكم في المكان الخطأ الذي لم يسعف جدكم المؤسس هيرتسل في اختيار المكان المناسب لكم من كل الأماكن التي عرضت عليه.
لا تكونوا واهمين فأنتم لستم اول من لفظته أرضنا المباركه ارجعوا للتاريخ وتمعنوا فيه جيدا
نحن يا موشيه لسنا هنود حمر العصر نحن عمالقه كما اجدادنا اليبوسيون نحن بعمر شجر الزيتون فإن كنتم تبحثون عن هيكلكم فلا أثر له في تاريخنا لدينا معلم واحد اسمه الأقصى ثاني بيت أقيم على المعمورة ولا سواه.
احملوا امتعتكم وشمعدانكم واذبحوا بقرتكم على أعتاب البيت الأبيض لعل هناك ما تنشدونه
وان كنت يا شلومو غير واثق فيما اقول فانتظر الجواب من باب العمود او انتظر الرد من غزه او من شباب مخيم جنين.
نعم انه الوعد الإلهي الصادق من فوق سبع سموات ونحن المرابطون الثابتين على الحق كما اخبرنا رسولنا الكريم (انهم يرنوه بعيدا ونراه قريبا).
كتب. محمد شاكر ملحم