صدى الشعب – رجح مراقبون ان يكون يوم الجمعة المقبل حاسماً في المشهد المتصاعد في الاراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما عقب تهديدات قطعان المستوطنين المحتلين باقتحام المسجد الاقصى في الجمعة الثانية من شهر رمضان المبارك، وذبح القربان وتلويث المسجد وصحن الصخرة المشرفة بالدم.
وفي تلك الاثناء اعلنت جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، عن تنظيم فعالية الفجر العظيم المركزية التي ستقام يوم الجمعة في مسجد الجامعة الاردنية بالتزامن مع الدعاوي الصهيونية المتطرفة لاقتحام المسجد الاقصى المبارك.
ونفذ عشرات المستوطنين مساء الاثنين الماضي، محاكاة كاملة لما يسمى “قربان الفصح” في منطقة القصور الأموية الملاصقة لأسوار المسجد الأقصى.
وأتت هذه الخطوة بعد “قمة حاخامية” عُقدت في الأقصى لمناقشة فرض طقوس “الفصح” العبري فيه، وبعد دعوات من حاخامات اليمين المتطرف وتعهدات من قادة جماعات “الهيكل” بإدخال ما يسمونه “قربان الفصح” إلى الأقصى مساء يوم الجمعة القادم (الرابع عشر من شهر رمضان).
ويحل “عيد الفصح” العبري هذا العام متقاطعاً مع الأسبوع الثالث من شهر رمضان المبارك، ما بين 16 و22 من شهر نيسان الجاري.
وتواصل جماعات “الهيكل” المزعوم حشد مناصريها لاقتحام المسجد الأقصى في عيد “الفصح”، وتدنيسه بإقامة الطقوس فيه، والتي يتخللها إدخال ما يسمونه “فطير العيد”، وقراءة جماعية لمقاطع من “سفر الخروج”، ودخول طبقة “الكهنة” بلباس “التوبة” الأبيض، وذبح “قربان” العيد في باحاته.
وسيحاول المستوطنون خلاله إدخال ما يسمونه “القربان” أو إدخال دمه لنثره على صحن الصخرة ابتداءً من يوم الخميس 13 رمضان وحتى يوم الجمعة 21 رمضان.
ووعدت الحركة المتطرفة من يتمكن من القيام بذلك بمكافأة مالية مقدارها عشرة آلاف شيكل “حوالي 3,100 دولار”، ومنح من يدخل السخل دون ذبحه بمكافأة تعويضية قدرها 800 شيكل “250 دولارا”، ومن يحاول ويفشل مكافأة مقدارها 400 شيكل “125 دولارا”، وذيلت إعلانها بالقول إن تقديم القربان هو الرد الطبيعي على “الإرهاب”.
وأكدت جماعات الهيكل المتطرفة في تصريحات لقادتها بعد نشر الإعلان أن “الوقت قد حان لتغيير قواعد اللعب”، مضيفة أنه “لا حـمـاس ولا الأردن يقررون ما يحصل “في الأقصى”، فنحن من سنقرر مصير قربان الفصح”، مؤكدة: “إننا في هذا الجمعة القادم، في عشية الفصح، سنأتي إلى جبل الهيكل من كل أنحاء البلاد لنقدم قربان الفصح في موعده، ونجدد العبادة اليهودية [في الأقصى] بعد 2000 عام من اندثارها”.
ومع تصاعد الدعوات العبرانية المتطرفة، تصعد قوات الاحتلال الصهيوني من عدوانها على الشعب الفلسطيني، حيث استشهد مساء الاربعاء 3 شبان فلسطينيين لم تتجاةز اعمارهم العشرين عاماً، فيما اندلعت اشتباكات مع قوات الاحتلال في رام الله، وسلواد، وبيت لحم.
وحذرت حركة حماس من مغبة قيام الجماعات الاستيطانية المتطرفة، بتصعيد هجماتها ضد المسجد الأقصى، وتنفيذ مخططها الخاص بـ ذبح القرابين، في ساحاته، احتفالا بأحد الأعياد اليهودية، وقالت إن هذه الأفعال تمثل لعبا بالنار، في الوقت الذي دفعت فيه قوات الاحتلال بمزيد من قواتها للمناطق الفلسطينية، وفي مناطق الحدود، خشية من تصاعد الأمور الميدانية.
وقال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق، إن محاولات المستوطنين الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين في ساحاته لعب بالنار.
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران أن سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين بتنفيذ مخطط ذبح القرابين في المسجد الأقصى ستكون عواقبه وخيمة وغير متوقعة، وتوعد بالقول إن أي اعتداء على مقدساتنا سيكون بمثابة لعب بالنار، مشيرا إلى أن سلوك الاحتلال هو ما سيحدد رد فعل الفصائل.
وأكد أنه لن تكون هناك حدود لتحرك الحركة والفصائل حال تعرض المسجد الأقصى للاعتداء من قبل الاحتلال.
وأضاف عمليات المقاومة الأخيرة أثبتت أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من الارتباك والعجز الأمني.