صدى الشعب – إن يوم المرأة العالمي هو التكريم الذي أوجبه العالم لكل امرأة حرة مناضلة ومجتهدة ومثابرة في هذا العالم، فقد قدمت المرأة العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة الثقافية والعلمية والعملية والاجتماعية وغيرها من مجالات الحياة كافة.
كان للمرأة وعبر عصور التاريخ المختلفة دور محوري في المجتمع، فهي رمز الاستقرار والأمان والتقدم في حياة المجتمعات والأمم، وعندها نقطة البداية فهي الأم وعندها أول المشوار، وقد كانت المرأة المتمثلة بالأم دائماً هي المسؤولة الأولى عن رعاية الأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة، فهم من سيقوم عليهم المجتمع كله والأمم كذلك، ولا يقف دور المرأة في التربية فحسب، فهي الأم والمرأة العاملة والطبيبة والمدرسة والمهندسة والمحاربة أيضاً، وقد وقفت المرأة في مصاف الرجال في كل مناحي الحياة، وناضلت لسنين طويلة لتحصل على حقوقها، واليوم العالمي للمرأة جاء ليكرم هذه المرأة المناضلة والتي حاربت لتحصل على حقوقها.
لقد حققت النساء الكفاح والنضال الكثير الكثير من الإنجازات، أولها هي ما استطاعت النساء أن تحصل عليه من الحقوق في الوقت الحاضر، فهي الآن تنافس الرجل بعد أن كانت تعاني الاضطهاد والعنف، فقد أصبحت المرأة رئيسة ووزيرة ورئيسة وزراء وملكة، وطبيبة ومهندسة وعالمة ورائدة فضاء ومخترعة، لم تترك مجالاً من مجالات الحياة إلا ووضعت بصمتها فيه.
هي المرأة في يوم عيدها، ماضية للأمام بخطوات واثقة لا تنظر للخلف بتاتاً بل تتقدم بجدارة إلى الأمام، لتخلع عنها كل ما علق بها من وثنيات ومعتقدات خاطئة عبر السنين، وما فرض عليها من قيود وما تكبلت به من عصبيات جاهلية، مؤمنةً بحقوقها التي حفظتها لها كل الشرائع السماوية، ومتسلحة بكل ما أوتيت من قوة وعلم ومعرفة إلى الأمام بلا تراجع يحذوها الأمل وثقة المدافع عن الحق.
بيومنا الحاضر أصبحنا نتلمس اثر مشاركة المرأة الفاعلة في حياتنا وعلى مختلف المستويات والاشكال ومساهماتها الكبيرة في عملية النهضة بمختلف جوانبها الإنسانية والثقافية والاقتصادية والعلمية والابداعية، وواضح ذلك من إيمانها برسالتها الخالدة وقدرتها على العطاء التي فاقت كل الحدود.
حضور المرأة هو ما يجعل البيت وطناً، فهي نبراس الحياة وإن صلحت صلحت الحياة، وكم هو جميل أن يتعلم الرجل كيف يتعامل مع شريكته في الانسانية، فمن الضروري أن يتقن الرجل فن التعامل الانيق مع المرأة، فنجد المرأة العظيمة تُلهم الرجل العظيم، أما المرأة الذكية فتثير إهتمامه، بينما نجد المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالاعجاب؛ ولكن، المرأة العطوف والحنون وحدها التي تفوز بالرجل العظيم .. الرجل صاحب الكلمة والموقف الحق، الرجل الخلوق هو ذاك الرجل الذي يستحق المرأة العظيمة.
رائعة أنتِ يا سيدتي بجمالك؛ بفكرك واخلاقك ودينك، بعفويتك وقلبك الحنون، حتى بعيوبك وبسلبياتك وبتلك الهالات السوداء اسفل عينيك؛ لا تخجلي منها ولا تخفيها خلف المساحيق بل دعيها تظهر للجميع وافتخري بها فما هي إلا أثر حلم يستحق التضحية والسهر، آنسة كنتِ أم متزوجة أم حتى مطلقة أم أرملة تبقين متميزة بطموحك وجديتك ونجاحك، فالذي يحدد مدى روعتك هو روحك وشخصيتك.
لكل إمرأة معطاءة كانت ولا زالت تصنع النجاح والحياة بحب لنفسها ولمن حولها، تحدي الأيام واصنعي همسة باسمك، تحفة من يديكِ بإبداع أو من قلمك حروفاً تخلدك وتفتح عيوناً غشاها غبار الجهل، فهذا الكون يحتاج لامرأة قوية تدرك كينونتها وتثبت ذاتها وتبعث بعض الحياة وسط كل هذا الموت، مدي يديكِ لإنقاذ العالم من هذا الشتات، كوني ناعمة وقوية .. كوني عنيدة .. مؤيدة ومعارضة .. كوني أنتِ الماء وأنتِ النار كوني أنتِ الحياة.
كتبت. هند السليم