صدى الشعب – فايز الشاقلدي
حين يذكر مصطلح ” البوليميا ” المعروف ” بالشره المرضي العصبي ” يظن البعض أنه مرض لا يمكن الشفاء منه ، أو سلوك اختياري يعتنقه صاحب المرض نمطاً لحياته، بينما هو من الأمراض الخطيرة التي قد تفتك بصاحبها إن لم يتصد له ويعالجه .
وتؤكد أخصائية التغذية الدكتورة راما الهواري لــ”صدى الشعب”، أن اضطراب الأكل من التحديات التي واجهت الكثير من الأشخاص.
وتعرف الهواري (البوليميا ) باضطرابات الأكل التي تتميز بنوبات الإفراط في الأكل، فيما يتم استهلاك كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة.
وأكدت الهواري ، أن مريض البوليميا لا يكون عادة شخصاً زائد الوزن أو سميناً ، بل يتعرض إلى حالة من النوبات المتتالية يقوم بها المصاب بتناول كميات كبيرة من الأكل، إذ يلجأ المريض إلى التقيؤ الذاتي خوفاً من زيادة الوزن أو تناول المسهلات أو دواء مُدر للبول، وبعض المرضى يتجهون إلى الرياضة أو الحقن الشرجية أو الصوم المفرط كوسيلة للحفاظ على الوزن .
كيف تنشأ البوليميا ؟
وتقول الهواري، إن العوامل والظروف التي تساهم في الإصابة بالبوليميا ، تكون غالياً عوامل اجتماعية، يدخل ضمن ذلك مثلاً كون الغرب يَعتبِرون الجسم الرشيق نموذجاً للجمال المثالي، إضافة إلى التوافر المتزايد للمواد الغذائية الغَنِيّة بالسعرات الحرارية، حيث يقع هناك تفاعلاً ما بين العوامل الاجتماعية وخصائص الفرد التالية: البيولوجية (مثل الوِرَاثَة) والشخصية (مثل انخفاض تقدير الذات) وتلك المتعلّقة بالسيرة الذاتيّة (مثل فقدان شخص عزيز ) والتي جميعها قد تتسبب في ظهور وإدَامَة البوليميا.
ونوهت الهواري إلى الأشخاص المعرضين بشكل خاص للإصابة بالبوليميا ، حيث اعتبرت أن الفتيات في سن ما بين 18 إلى 24 سنة أكثر عرضة للإصابة بالبوليميا، وكما أن من بين المعرضين بشكل كبير لخطر الإصابة هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس، ويعيرون اهتمامًا كبيراً لشكل جسمهم، ولوزنهم ، إضافة إلى ذلك أشارت إلى من يقتضي طبيعة عمله الاهتمام بجسده ووزنه مثل ( عرض الأزياء والرقص والرياضة الاحترافية ) .
عوامل الخطر والمسببات..
ووفقًا لما جاءت به الهواري، فإن عوامل الخطر تكمن في الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (أشقاء أو آباء أو الأطفال) الذين يعانون من اضطرابات الأكل، هم الأكثر عرضة قد للإصابة باضطراب الأكل” البوليميا “، مما تشير إلى وجود ارتباط وراثي محتمل، كون زيادة الوزن عند الأطفال أو المراهقين قد تزيد من خطر الإصابة .
وأوضحت، أن القضايا النفسية والعاطفية, مثل الاكتئاب واضطرابات القلق، وترتبط اضطرابات تعاطي المخدرات ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الأكل أيضاً مما قد يشعر الشخص المصاب بالشره المرضي بالسلبية تجاه أنفسهم ففي بعض الحالات ، قد تكون الأحداث المؤلمة والضغوط البيئية من العوامل المساهمة.
ومن أهم أسباب المرض أيضاً الرجيم، فالأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل ، وكثير من الأشخاص المصابين بالشره المرضي يحدون بشدة من السعرات الحرارية بين نوبات الشراهة ، مما قد يؤدي إلى الرغبة في تناول الطعام بنهم ثم التخلص منه.
علامات وأعراض الشره المرضي
وتشير الهواري إلى أعراض المرض من أهمها، الانشغال بشكل الجسم والوزن، والعيش في خوف من زيادة الوزن، وتكرار نوبات تناول كميات كبيرة من الطعام بشكل غير طبيعي في جلسة واحدة.
كما أن الشعور بفقدان السيطرة أثناء النهم علامة تؤكد السيطرة والتوقف عن الأكل أو لا تستطيع التحكم في ما تأكله، وإجبار نفسك على التقيؤ أو ممارسة الكثير من التمارين لمنع زيادة الوزن بعد النهم، واستخدام الملينات أو مدرات البول أو الحقن الشرجية .
نسب انتشار المرض
تؤكد الدكتورة راما الهواري، أن نسب الانتشار في الأردن بلغت 7% للذكور و 26 للإناث ، وعلى النحو التالي، معدل الانتشار بنسبة 1-3٪ لدى الشابات ، ومعدل الانتشار: 3-10٪ بين الإناث في سن الكلية
-90-95٪ إناث وتبدأ عادة خلال فترة المراهقة المتأخرة ، في الفئة العمرية 13-58 سنة.
كيفية التخلص من البوليميا
وبحسب الهواري، فإنه يندرج مرض البوليميا ضمن الأمراض النفسية التي تهلك النفس والجسد في آن واحد، فبعد إجراء اختبار وطرق فحص البوليميا والتأكد من الإصابة به، لا بد من البدء في الوسائل العلاجية للتخلص من هذا المرض ومن أهمها .
جلسات علاج نفسي مكثفة
يعتبر العلاج النفسي من الطرق العلاجية المهمة في هذه الحالة للتخلص من أعراض وأوهام البوليميا، وذلك من خلال توعية المصاب حول الطرق الصحيحة لتناول الأطعمة الصحية والمفيدة، ومدى خطورة التصرفات الخاطئة التي يقوم بإجرائها للتخلص من الطعام، حيث يكون العلاج النفسي بالكلام من خلال حضور المصاب لندوات وجلسات علاجية كثيفة لاكتشاف الأسباب المحتملة وراء تلك الأفكار السلبية ومواجهتها وعلاجها، ومساعدة المصاب لكي يشعر بالرضا والقيمة الذاتية وتقبل شكل جسمه.
أدوية علاج البوليميا
كما يمكن التخلص من مرض البوليميا وأعراضه المزعجة من خلال تناول بعض الأدوية الخاصة بعلاج أعراض الاكتئاب وتهدئة النفس، فهذه وسيلة علاجية مهمة للغاية في علاج البوليميا أو النهام العصبي، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب التي تحتوي على مجموعة SSRI مثل دواء البروزاك Prozac الذي له تأثيرات إيجابية رائعة في تحسين الحالة النفسية وتقلبات المزاج وعلاج الاضطرابات السلوكية والنفسية المصاحبة للبوليميا.
توصيات الدكتورة راما
كما أوصت الدكتورة راما الهواري في بعض الأمور أهمها ، تذكيرالنفس بالوزن الصحي للجسم، ومقاوم الرغبة في إتباع نظام غذائي أو تخطي وجبات الطعام ، مما قد يؤدي إلى اضطراب الأكل, لا تقم بزيارة مواقع الويب التي تدعو إلى اضطرابات الأكل أو تمجدها.
وأهمها ، تحديد المواقف المزعجة التي تثير الأفكار أو السلوكيات التي قد تسهم في الشره المرضي لديك ، ووضع خطة للتعامل معها ، ويجب القيام ببناء احترامك لذاتك من خلال مسامحة نفسك ، والتركيز على الإيجابي ، ومنح نفسك الثقة والتشجيع.
وأيضاً تعزيز صورة الجسم السليمة لدى أطفالك، بغض النظر عن حجمهم أو شكلهم ساعدهم على بناء الثقة بطرق أخرى غير مظهرهم، وتناول وجبات عائلية منتظمة وممتعة وتجنب الحديث عن الوزن في المنزل ركز بدلاً من ذلك على إتباع أسلوب حياة صحي