الشاهد والشهيد في ذكرى الأرض - صحيفة صدى الشعب كتاب وأراء
صحيفة صدى الشعب

الشاهد والشهيد في ذكرى الأرض

كتبت – ندى جمال

بينما كنت أقلب في صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ظهرت أمامي صورة كان قد رسمها فنان الكاريكاتير الفلسطيني الشهيد ناجي العلي بمناسبة يوم الأرض، نشرها أحدهم بهذه المناسبة وهي باتت نادرة أن نجد شيئا له معنى نشاهده أو نقرأه على هواتفنا المحمولة .
تذكرت حينها حكايات والدي الذي عمل مع الشهيد العلي لسنوات في جريدة (القبس الكويتية )، حينما كان يعمل بقسم الإخراج الفني، يرقب ناجي العلي وهو يخط رسوماته ، والشاهد على ولادة “حنظلة” والكثير من الرسومات التي استفزت الكيان الصهيوني الغاشم مؤججه مشاعر يحملها هذا الكيان من الحقد والغضب على الشعب الفلسطيني والعربي، وكانت الفاجعة إغتيال صاحب الأنامل المبدعة بالرصاص في لندن.
يصف والدي تلك الطاولة الشفافة الكبيرة المسلط عليها الكشافات الضوئية، واضعاً عليها ناجي العلي أوراقه البيضاء ليرسم بريشته ( سكتش جديد) ينتقد به حالة أو مشكلة أو أوجاع تعاني منها فلسطين الجريحة التي لا زالت تنزف دمائها حتى الآن ، وكل من حوله محلقين عيونهم به يعتريهم الصمت حتى لا يعكرون صفو مزاجه أو تقطع سلسلة أفكاره منتظرين المولود الجديد (الرسمه) والشاهد المرافق دوماً “حنظلة” الصامت المتأمل..

وفور أن ينتهي وقبل جفاف الحبر ينقض زملاء ناجي العلي لتناول الورقة من يده التي بالكاد ترى من كثافة دخان سجائره، ويمكن أن ينقضي الليل بأكمله وهو بحالة مخاض فكري دون رسمه، ليغادر الجميع ويعودوا صباحاً شغوفين لمعرفة ماذا رسم؟؟ وتشهد عليه فناجين القهوة المتروكه وراءه كم سهر من الساعات ليجسد واقع مرير بطريقته الساخرة.

جيل أبي وجدي الذي كان يؤمن بالقضية الفلسطينية لم يكن يمتلك أدوات للتعبير عن استيائه أو غضبه وكان يمثل دور المتلقي فقط كان ينتظر أن يسمع خبرا من المؤسسات الإعلامية الرسمية ليعيش حالة أمل أو حلم بحل هذه القضية الشائكة أو قربها.
اليوم في جيلنا المعاصر الذي لا يعلم من هو ناجي العلي؟ وماذا قدم للقضية الفلسطينية ؟ يكثر الهرج والمرج كل فرد أخذ منصب الإعلامي والصحفي دون شرعية و بلا هدف منشود أو قيمة تذكر، بات الجميع باستطاعته أن يكون بمفرده مؤسسة إعلامية؛ لكنها هشه وضعيفة مثل بيت العنكبوت.

المفارقة هنا أن أدوات العصر الحالي كثرت ولكن القلوب ماتت واشغلت بما هو تافه ، والكل بات أعمى و أخرس وأطرش وتمر السنين وتمر الذكرى ولا نجد من يحييها أو ينقلها لأبناء هذا الجيل ولو بأضعف الإيمان وهو الفؤاد.

فسلام عليك يا فلسطين .. وسلام على من بقيتي في قلبه.

اخبار ذات علاقة

أين تكمن الرجولة .. ؟

فايز الشاقلدي

 الدبلوماسية البرلمانية في اللجنة المالية

النائب أسماء الرواحنة

الأردنيون ينثرون الفرح 

الدكتور زيد النوايسه

الوظيفة العامة بأبعادها البشرية والإجرائية..بين الرقابة والتحفيز

  محمد الجبور

أردن الوفاء والإنجاز

زياد الغويري

الاستقلال .. ملاحم تاريخية سطرها بنو هاشم  

المستشار الاعلامي/ جميل سامي القاضي