صحيفة صدى الشعب

هل عزلتنا الحكومة عن أزمات العالم

كتب. علاء القرالة

رغم كل ما يدور من حولنا في العالم من متغيرات درامتيكية متسارعة وعلى مدار الثالث سنوات الماضية وتحديدا في الجانب الاقتصادي، الا أننا لم نشعر بها حتى هذه اللحظة باستثناء بعض من المتغيرات البسيطة والتي لا تكاد تذكر، وهذا كله لاسباب مازال
البعض يعتقد بانها جاءت هكذا وبدون اي مجهود، وبان كل ما يدور بالعالم نحن بمعزل عنه، فهل نجحت الحكومة بعزلنا عن العالم؟.

المتتبع لكافة المتغيرات التي حدثت خلال الاعوام القليلة الماضية وتأثيرها على العالم والذي نحن جزء منه سيلحظ بأننا لم نتأثر بها بشكل مباشر وملموس وبمختلف المجالات، فإذا عدنا إلى بدء الجائحة كورونا بالتأثير على العالم ودخولها أجواء المملكة سنلحظ أننا نجحنا في تفاديها وبشكل مبهر ومثير للاهتمام وتحديدا بالجانب الصحي والذي صمد فيه قطاعنا الصحي بتجاوز أزمتها بعيدا عن الفوضى التي شهدناها في مختلف دول العالم، فوفرنا الاسرة والاجهزة والمستشفيات والمطاعيم ونجحنا كل النجاح في السيطرة على الوباء والتسلسل بالعودة إلى الامل وصولا إلى نسبة 100% لمختلف القطاعات.

وأما على الصعيد الاقتصادي أثبتنا أننا دولة عميقة ولسنا كما يدعي البعضمن الحاقدين أننا دولة كرتونية، فلم تنقطع لدينا السلع وبقيت متوفرة وبكميات تفوق الطلب ولم نشهد ارتفاعا على أسعارها بل شهدت انخفاضها واستقرارا حتى أصبحنا مقصدا لبعض مواطني الدول المجاورة للتبضع من اسواقنا، وكما أننا لم نشعر باي تأثير على قوتنا ومالءتنا المالية والنقدية فصمد دينارنا أمام بقية العملات وارتفعت مختلف تصنيفات المملكة لمؤشرات ايجابية وفي كل شيء، فارتفعت صادراتنا واستثماراتنا و السياحة، وكما أننا نسدد ديوننا وملتزمون بها للجهات ا? مقرضة دون عجوزات بالسداد وضمن الفترات المحددة، حتى أصبحنا محور حديث العالم والذي يجد من هذه اإلنجازات اعجازا اقتصاديا بكل معنى الكلمة مقارنة مع امكانيات الدولة ومواردها المالية.

في السنوات الماضية وعلى عكس غالبية الدول من حولنا والعالم لم نسمع عن فرض ضرائب جديدة أو تسريح جماعي أو فردي للموظفين ولم نسمع عن هجرة الاستثمارات أو ازمة بالعملة او بالدولار، ولم نلمس ولم نحسب اي تضخم على الاطالق كما في دول اليوم تترنح تحت وطأتها ويشكو سكانها ومواطنوها موجات الارتفاع مقابل ثبات دخولهم، وكما أننا لم نشهد طوابير الانتظار على سلع ولم نشهد انقطاع كهرباء أو مياه أو محروقات وتستمر الحياة لدينا وكانه لم يحدث شي من حولنا، فكيف لكل هذا أن يتحقق لولا أننا كنا سباقين في التطالعات للمستقبل واستدانتا واستقرضنا لضمان دفع عجلة الاقتصاد الى النمو والاستمرار بالتقدم دون توقف.

البعض اليوم يلوم الحكومة ارتفاع المديونية في عهدها، ملفقين إليها تهمة الاكثر استدانة مقارنة مع حكومات سابقة وهذا ليس صحيحا، ويتجاهلون في المقارنة الفرق ما بين ما واجهته هذه الحكومة من تحديات وبما واجهته بقية الحكومات السابقة وفي هذا ظلم كبير ليس للحكومة فقط فهي سترحل اجال ام اجال وانما ظلم للوطن بأكملة اثبت وكما في كل مرة أنه قادر على مجاراة المتغيرات مهما عظمت وتقديم مصلحة مواطنيه على بقية المصالح الاخرى، وكما هو الحال اليوم فقد عزلتنا هذه الحكومة عن العالم ايجابيا مرة اخرى.

اخبار ذات علاقة

الذكاء الاصطناعي والغباء الطبيعي

  طلعت شناعة

التنمية المستدامة في التعليم وعجز الإدارة التنفيذيّة

نورالدين نديم

أين تكمن الرجولة .. ؟

فايز الشاقلدي

 الدبلوماسية البرلمانية في اللجنة المالية

النائب أسماء الرواحنة

الأردنيون ينثرون الفرح 

الدكتور زيد النوايسه

الوظيفة العامة بأبعادها البشرية والإجرائية..بين الرقابة والتحفيز

  محمد البطون الجبور