صحيفة صدى الشعب

المديونية بين الحكومات

كتب. عصام قضماني

المديونية رقم تتوارثه الحكومات المتعاقبة لكنها تختلف في وسائل معالجته زيادته أو تخفيضه أو تثبيته ومن هنا لا معنى لعقد مسابقات تفوز بها الحكومة الاقل استدانة وتتأخر فيها الاكثر استدانة ليس هذا فحسب لان هناك تفاوتا في حجم ما استدانته حكومة دون اخرى بل التفاوت أيضا في نسب وأحجام تسديد الالتزامات المستحقة.

ما سبق ليسمهما ما دامت الحكومات القادرة على الاستدانة قادرة على السداد وهو ما فعلته كل الحكومات بتفاوت وآخرها حكومة الدكتور بشر الخصاونة التي بالغت في تسديد التزاماتها الداخلية بنحو 8.7 مليار دينار منذ تسلمها مهامها وبالمناسبة فان بعض الحكومات درجت على اسقاط المطلوبات منها مقابل خدمات صحية ووقود ومقاولين، من ثم الدين الداخلي إذا أرادت تسديده وكانت بعضها تحتسبه إذا أرادت ترحيله!..

حكومات سابقة قررت ترحيل بعض التزاماتها الداخلية لحساب االلتزامات الخارجية او لتثبيت العجز في الموازنة عند نسبة منخفضة.

هذه الحكومة مثال قررت عدم ترحيل جزء كبير من هذه الالتزامات فبلغ مجموع ما قامت بتسديده داخلًيا وخارجيا نحو 7.12 مليار دينار عن طريق إصدار سندات وغيرها وهو ما اعتادت على فعلها الحكومات المتعاقبة بمعنى أنها تستدين لتسديد ديون سابقة استحقت.

حتى وقت قريب ظلت المديونية تحسب بالصافي، أي بعد تنزيل الودائع الحكومية من إجمالي المديونية، إلى أن بدأ صندوق النقد الدولي يحسب المديونية على أساس إجمالي الدين بصرف بذات المعنى ظلت المديونية تحتسب على اساس الرقم االجمالي ونسبته الى الناتج المحلي الاجمالي من دون خصم الدين الداخلي الذي لا زال الجدل يدور حوله ما اذا كان يجب ان يظهر ضمن الرقم الكلي للمديونية او منفصال على اعتبار ان الحكومة تستدين من نفسها وبعملتها الخاصة كما هو حال مديونيات كبيرة وكثيرة في العالم لا تثير قلق حكومتها.

ومن هنا أصبح يشار إلى مديونية األردن على أنها جزئين داخلي وخارجي لم يعد الدين الداخلي المسحوب من صندوق الضمان يدخل في حسبة الدين المنسوب إلى الناتج المحلي الاجمالي، سواء اتفقنا مع هذه الحسبة أم لا فهي معترف بها دوليا لكن ماذا عن صافي االستدانة بعد خصم مبالغ التسديد التي تطفيء فيها الحكومة الديون؟.

المديونية نوعان، داخلية وخارجية، والاولى نوعان سندات يصدرها البنك المركزي أو خدمات مؤجلة الدفع.

العثور على أرقام المديونية لا يحتاج إلى عدسة مكبرة فالنشرة الشهرية لوزارة المالية توضح المديونية الاجمالية والصافية بمنتهى الشفافية.

إذا كانت المقارنة هي الظهار أي الحكومات األكثر في الاستدانة ال بد من ذكر الاكثر تسديدا ايضا وهو ما يزيد أو ينقص تبعا لفترة مكوث الحكومة في الدوار الرابع وبهذا المعنى مثال تكون الحكومة الاطول عمرا هي الاكثر استدانة وهي الاكثر تسديدا.

بطبيعة الحال ورجوعا للارقام مقرونة بالفترة تكون حكومة عبدالله النسور الاطول فترة هي الاكثر استدانة وهي ايضا الاكثر سدادا تليها حكومة بشر الخصاونة بالترتيب المشار إليه إذا ما توافقنا على هذه المعادلة.

اخبار ذات علاقة

الذكاء الاصطناعي والغباء الطبيعي

  طلعت شناعة

التنمية المستدامة في التعليم وعجز الإدارة التنفيذيّة

نورالدين نديم

أين تكمن الرجولة .. ؟

فايز الشاقلدي

 الدبلوماسية البرلمانية في اللجنة المالية

النائب أسماء الرواحنة

الأردنيون ينثرون الفرح 

الدكتور زيد النوايسه

الوظيفة العامة بأبعادها البشرية والإجرائية..بين الرقابة والتحفيز

  محمد البطون الجبور