** مخاوف من ارتفاع وتيرة التصعيد وإجراء تغييرات على الوضع القائم.
كتب – فايز الشاقلدي
يشارك آلاف الشباب المقدسيون في البلدة القديمة بحارتها وأزقتها وشوارعها ، ومداخل المسجد الاقصى المبارك بتزيين أرصفتها وجدرانها واعمدتها استعدادًا وابتهاجًا وفرحا بقدوم شهر رمضان المبارك.
فمن حارة السعدية ، إلى طريق باب الواد وباب حطة ، وغيرها من الحارات والأزقة و الاروقة ، تعم أجواءٌ احتفالية ، بابتسامات عريضة وأغاني تراثية يعلق حبل الزينة في كل طرف ، ليشكل لوحة فنية فريدة تَسرُ الناظرين.
رغم أجواء الفرح التي تعم الباحات إلا أن الامن الاسرائيلي يستعد لخيارات التصعيد العسكري في شهر رمضان المبارك المقبل ، في ظل تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين ، ووفق ما أعلنت عنه الصحف العبرية توجه عشرات الإنذارات بتنفيذ العمليات خصوصاً بعد عمليات جيش الاحتلال الاسرائيلي في جنين وأريحا في الأونة الماضية ، حيث يستعد الجيش لسيناريو تصعيد كبير خلال الأسابيع القادمة.
وذكرت مصادر أن جيش الاحتلال سيقوم بنشر وحدات عسكرية هجومية في مناطق مفصلية في الضفة الغربية خلال الاسبوعين المقبلين وفق قناة ” كان 11 ” العبرية لغايات منع تنفيذ العمليات والرباط داخل أسوار المسجد الاقصى المبارك ، من خلال الدفع بثلاث وحدات عسكرية لمهام دفاعية في الضفة الغربية.
رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد قرر تأجيل إخلاء الخان الأحمر شرقي القدس، بحسب صحف عبرية، ويؤجل ” شرعنة ” البؤر الاستيطانية ” أفيتار ” المقامة على جبل صبيح قضاء نابلس في الضفة الغربية ، وذلك خوفاً من التصعيد في شهر رمضان.
وعلقت وسائل الاعلام العبرية على القرارات ، بقولها : نتنياهو عملياً يربط بين إخلاء خان الأحمر وشرعنة البؤر الاستيطانية فهما قضيتان تمثلان عقبتين سياسيتين في حكومة اليمين ، إذ أن الامريكيين سينظرون للامر على أنه خرقٌ لتعهد ” إسرائيل ” الذي قدمته للرئيس الامريكي جو بايدن ولكل الادارة الامريكة.
ومن جانب آخر توعدت حركة “حماس” حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأن إجراء أي تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك، في ضوء تقديرات أمنية وعسكرية إسرائيلية، سيفجر الأوضاع بالقدس المحتلة خلال شهر رمضان الكريم.
وأكد القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مروان عيسى، أن أي تغيير في الوضع القائم بالمسجد الأقصى سيحول المنطقة إلى زلزال، داعيا لتصعيد المواجهة ضد عدوان الاحتلال.
وقال عيسى، وهو نائب قائد أركان كتائب القسام، إن “المقاومة في غزة تتيح المجال، وتعطي الفرص للمقاومة في الضفة الغربية والقدس، باعتبارها ساحات الفعل والتأثير الاستراتيجي في المرحلة الحالية، بدون أن يعني ذلك تركها، أو بقاء غزة صامتة، إذ ستدافع عن الشعب الفلسطيني بكل قوة عندما يستوجب التدخل المباشر”.
ومن جهته علق النائب فايز بصبوص رئيس لجنة فلسطين النيابية ، إن الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي ستؤدي الى دوامة عنف وردات أفعال من قبل الشعب الفلسطيني المناضل .
وقال بصبوص ردا على استفسارات ” صدى الشعب ” ، أنه يخشى تفاقم الاوضاع في شهر رمضان المبارك نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية الصارخة والاستفزاز الممنهج على حرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأكد على حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة وإعادة المفاوضات لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين واحترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
واشار الى أن تزيين حارات القدس ، هي عرف وتقاليد من قبل المقدسيين كل عام، حيث يقومون بتزيين شوارع البلدة القديمة ، وإنارة أبواب المسجد الاقصى ، استقبالًا لشهر الفضيل وتنظيم الامسيات الرمضانية في زقاق المسجد الاقصى ، إضافة لفعاليات أخرى كانت تخصصها للشهر الفضيل.
ومع بدء العد التنازلي لاستقبال شهر رمضان ، شهدت باحات المسجد الاقصى توافدا لأعداد كبيرة من المصلين والمرابطين الذين أحبوا وأحيوا الصلاة في المسجد.


