** حين يقرأ العربي الذي يعنى كيانياً وهوية بلغته وثقافته وما يتكئ عليه من معرفة، ثم يتحرر من المكبوت إلى الفضاء والسعة ويخرج من علاقة الأشياء بالأشياء التقليدية، ويرى أن مادة الكلمة تتحرك بل وتكاد تنفجر من مكان إلى مكان ويتحرك مع الزمان بأريحية مستخدماً طاقة الشخوص ومسرح الأحداث …. “عبد المنعم جاسم”
صدى الشعب – هند السليم
احتفلت دائرة المكتبة الوطنية، مساء امس الخميس، وبالتعاون بين منتدى الجياد للتنمية ومنتدى المستقبل الثقافي والبيت الأدبي ودار جفرا؛ باشهار وتوقيع كتاب (رسالة الطفران) لمؤلفه “عبد المنعم جاسم”، وسط حضور جماهيري كبير ضم عدد من الأدباء والشعراء.
واشتمل الحفل الذي أدار أبجدياته الأديب “جروان المعاني” على قراءة نقدية انطباعية وتعريف بفصول الكتاب وجهود المؤلف والتي قدمها الشاعر “أحمد الدقس”فقال: رسالة الطفران الفخ الأول لـ “جاسم” الذي لا يغني إلا ليبعث في الذاكرة المعرفية رسالة الغفران ليقع المغرورون في شر أعمالهم إن ضنوا أن في ذلك قلة الحيلة والعجزأما المفارقة التي ستترسخ بعد الإنتهاء من رسالة الطفران أن صاحبها الثري فكراً والغني طباعاً أختار عنوان ليناقض واقع رسالته ومضمونهاالتي لا أن نباشر التنقيب فيها إلا وكنوزها تتابع في الظهور رسالة تلو رسالة فإن كان طفران الجيب لعمري أنه ذو ثراءٍ أدبي فاحش.
وقدمت الدكتورة “إيمان العمري” شهادة إبداعية بالأديب فقالت: نحن أمام عقلنة لغة لحد المنطق وشاعرية اللغة لحد الذوبان حيث احيا الفرادة والتفرد في عمل غني سيضيف إلى المكتبة العربية منجاً ليس بقارئ مستهلك يقرأ على عجل بل هو إعادة رؤيا جديدة ربما نسميها أدب النهضة في الرسائل، ونحن أمام نوع جديد ليس فقط في أدب الرسائل بل في الأدب العربي بشكل عام، وإن الحالة العسيرة التي يقابلها ركود في اللغة ووضع مفارقات الأصالة والحداثة نسفها “جاسم” في هذا المنتج الفريد.
ثم فاض الدكتور “أيمن العتوم” بجمال كبير في طرحه لمضمون الكتاب، حيث وصف الكتاب بأنه مزيج من النقد والشعر والأدب والمعجم وتعريف المصطلحات والتاريخوتضافر رشيق في عالم سلس في عوالم الشعراء والنقاد واللصوص والمجانين وبعض الطغاة والواهمين فجاء بخلطة عجيبة، وفي الكتاب لحظات زمنية ترتكز على زيارات متخيلة في عالم متخيل أقرب إلى الجحيم؛ فاللغة جعلتنا نتقبل الجحيم ونستمتع به، واستطاع تكثيف الزمان حتى يصبح الماضي والحاضر والمستقبل ماثلاً بلحظة واحدة “لحظة السرد الآني” الذي يسرده من خلال 22 رسالة.
وبنهاية الحفل قام الأستاذ “أحمد الخلايلة” مندوباً عن مدير دائرة المكتبة الوطنية بتكريم المشاركين والأديب “جاسم”، وتلاه تكريم من رئيس منتدى البيت العربي الروائي القاص “أحمد أبو حليوة”، ورئيسة منتدى الجياد “روند الكفارنة”، والدكتورة “مرام أبو النادي”ممثلة منتدى المستقبل الثقافي، ثم وقع الأديب كتابة وسط حشد الحضور.



























